تشهد مصالح الاستعجالات الطبية في المستشفيات، في ظل التغيرات المتباينة في درجات الحرارة، اكتظاظا ملحوظا بعشرات المرضى الذين يعانون الأمراض التنفسية المزمنة، كانسداد القصبات الهوائية، والقصور التنفسي المزمن، وأمراض الربو، حيث استقبلت، أمس، مصلحة المستشفى الجامعي مصطفى باشا، نحو 20 مريضا يعانون حساسية متفاوتة الخطورة.. وهذا بحسب أحد الأطباء العاملين فيها. وأكد البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، أن تأخر فصل الشتاء، والاختلاف المتباين في درجات الحرارة، أثر على صحة الجزائريين، مضيفا أن مصالح الاستعجالات في مستشفيات المدن الكبرى كالعاصمة، تستقبل يوميا، ومع بداية شهر أفريل، 75 مصابا بأمراض حساسية مزمنة، وهي نسبة تمثل 25 بالمائة من 300 مريض تستقبلهم المصلحة. ومن جهته، كشف البروفسور مرزاق غرناوط، رئيس الأكاديمية الجزائرية لعلوم أمراض الحساسية، عن تزايد رهيب في المصابين بأمراض الحساسية، مشيرا إلى أن الحساسية الفصيلة تزداد تعقدا وارتفاعا، في ظل التلوث البيئي ودخان السيارات والمصانع، وغياب ثقافة صحية للتعامل بحذر مع التغيرات المتفاوتة في دراجات الحرارة. وأوضح أن الانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع أكثر الفترات التي تشهد التعرض للحساسيات المختلفة، وهذا مع عملية تلقيح النبات وانتشار بذور غبار الطلع في الهواء، مؤكدا أن مصلحة أمراض الحساسية بمستشفى رويبة، تستقبل هذه الأيام 30 مريضا بحساسية مزمنة، تسببت فيها الاختلافات المتباينة لدرجة الحرارة. وقال البروفسور مرزاق غرناوط، رئيس مصلحة أمراض الحساسية بمستشفى رويبة، إن الأزمات التنفسية ونزلات البرد، التي يعاني منها هذه الأيام، بعض الجزائريين، هي نتيجة نزع الملابس الشتوية بمجرد ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة، في حين يجب على هؤلاء الانتظار إلى غاية 21 أفريل لتبديل ملابس شتوية بملابس خفيفة. وأكد أن الحساسية الفصلية تتسبب فيها بذور النباتات التي تنتشر في مرحلة تلقيح النباتات خلال فصل الربيع، وما يليها من تحولات في درجات الحرارة التي لا يتحملها الجسم في يوم واحد، مضيفا أن أمراض الحساسية المزمنة هي الأكثر خطورة على المصابين بها مع بداية فصل الربيع، وهي انسداد القصبات الهوائية، والقصور التنفسي المزمن، والربو، وغيرها من أمراض الحساسية التي تطال حتى العيون وتؤثر على صحة المريض نفسيا وجسديا.