يتجدد الموعد اليوم، بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، في ثالث مواجهة بين الفريقين هذا الموسم، وهذه المرة في نصف نهائي كأس الجمهورية، في لقاء وصف ب"النهائي قبل الأوان"، ووسط ظروف استثنائية وحساسية كبيرة بين الفريقين، فوق أرضية ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، بداية من الساعة الرابعة مساء. وسبق للفريقين أن التقيا مرتين في الرابطة المحترفة الأولى، حيث عاد الفوز إلى العميد في لقاء الذهاب بهدفين نظيفين، بينما حقق "الكناري" انتصارا ثمينا على المولودية (3/1) في لقاء العودة، الذي جرى 10 أيام قبل الآن بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو. ويأمل فريق شبيبة القبائل (صاحب 4 تتويجات في الكأس) في معانقة الكأس مجددا وهي التي غابت عن خزائنه منذ 2011 من خلال اقتطاع تأشيرة التأهل للنهائي، والثأر لنهائي 2014 الذي انهزم فيه أمام نفس الفريق "مولودية الجزائر" بضربات الترجيح، غير أن مهمته لن تكون سهلة، بالنظر إلى قوة المنافس هذا الموسم بقيادة خط هجومه الذي أصبح القوة الضاربة لتشكيلة المدرب الفرنسي بيرنار كازوني، التي تبحث عن التتويج بالكأس التاسعة وتنشيط النهائي العاشر في تاريخ هذا النادي العريق. ويعتبر مدرب شبيبة القبائل يوسف بوزيدي مقابلة اليوم، أصعب بكثير من لقاء الأسبوع الماضي في البطولة، مشيرا إلى أن الفوز بثلاثية لا يعني شيئا أمام فريق قوي ومنظم ويلعب كرة قدم جميلة، فضلا على كونه سيضع لاعبيه تحت ضغط كبير، وقال في هذا الشأن: "فوزنا بثلاثة أهداف لهدف الأسبوع الماضي على حساب العميد سيضع اللاعبين تحت ضغط شديد.. من جهتي، عملت على تحضيرهم جيدا من الجانب النفسي، وسنكون في المستوى خلال هذا اللقاء وحاضرين من جميع النواحي ولم لا الفوز مجددا على المولودية وبلوغ النهائي الذي يحلم به جميع أنصار الفريق"، وتابع: "لكل مباراة خصوصيتها، وبلا شك، فإن لقاءات البطولة تختلف تماما عن لقاءات الكأس.. لا يهمنا فوز المنافس في لقاء الجولة الماضية من البطولة أمام نادي بارادو بنتيجة عريضة (5/1)، إن كنا حاضرين من جميع النواحي فنحن قادرون على تكرار سيناريو البطولة في الكأس.. ليست المولودية الفريق الكبير الوحيد، فنحن أيضا فريق كبير وسنتأهل للنهائي وسنفوز بكأس الجزائر". ويستعد المدرب يوسف بوزيدي لإحداث بعض التغييرات الاضطرارية على مستوى التشكيلة الأساسية، حيث سيواصل الاعتماد على شتي مكان فرحاني، بينما سيعتمد على البديل بن يوسف مسجل الهدف الوحيد للفريق في لقاء الجولة الماضية من البطولة أمام وفاق سطيف، مكان المصاب زيري حمّار الذي سيكون من أبرز الغائبين عن هذه القمة، في وقت يراهن المدرب بوزيدي على المعنويات المرتفعة للاعبيه بعد النتائج الإيجابية المسجلة في الآونة الأخيرة، بداية من عودة الفريق بنقطة ثمينة من بسكرة أمام الاتحاد المحلي (1/1)، قبل تحقيقه انتصارين متتاليين بملعب تيزي وزو أمام مولودية الجزائر ووفاق سطيف، وهذا لتحقيق الانتصار وبلوغ نهائي كأس الجمهورية. ورفضت لجنة الكأس أن يستقبل شبيبة القبائل مضيفه مولودية الجزائر على ملعبه، أول نوفمبر بتيزي وزو، لكون الأخير لا يستوفي الشروط، ومدرجاته لا تتسع لأزيد من 20 ألف متفرج، وفق ما تنص عليه قوانين المنافسة، ما جعل إدارة الشبيبة تختار ملعب الشهيد حملاوي، وهو بمثابة ملعب محايد للفريقين، ما يعني تكافؤ الفرص في التأهل للنهائي. العميد استخلص الدرس والمعطيات تتغير في حملاوي ستكون الفرصة في لقاء اليوم، مواتية لمولودية الجزائر من أجل الثأر من شبيبة القبائل وهزيمة مباراة العودة في الرابطة الأولى، من خلال إلحاق الهزيمة ب"الكناري" وبلوغ النهائي التاسع في تاريخ النادي، وهذا وفق ما أكده المدرب بيرنار كازوني، الذي قال على هامش إحدى الحصص التدريبية لفريقه تحسبا لهذا اللقاء إن "التشكيلة استخلصت الدرس من الهزيمة أمام الشبيبة في البطولة، وسيكون لها كلام آخر بملعب حملاوي في لقاء الكأس". ويعتزم المدرب كازوني دخول التاريخ مع مولودية الجزائر من خلال قيادته إلى التتويج بكأس الجمهورية، التي تعد من بين أهم أهداف الفريق هذا الموسم، وفق ما أكده المدير الرياضي كمال قاسي السعيد. ونظرا إلى أهمية المواجهة، فإن كازوني تحفظ عن الإعلان عن قائمة ال18، 48 ساعة قبل المواجهة، كما كانت عليه الحال في المواعيد الماضية وانتظر إلى غاية آخر حصة تدريبية التي جرت أمس بمركز عين البنيان، قبل أن يشد وفد الفريق الرحال نحو قسنطينة بعد تناوله وجبة الفطور بالمركز وأخذه قيلولة قصيرة، في رحلة جوية انطلقت من مطار هواري بومدين الداخلي، في وقت برمجت إدارة العميد رحلة العودة مباشرة بعد المباراة في رحلة جوية أخرى. وأكثر ما أسعد المدرب كازوني في تحضيرات الفريق لهذا الموسم، هو تماثل الثنائي قراوي وعزي للشفاء، واندماجهما مع المجموعة في حصة أمس الأول، ما يعني جاهزيتهما لمواجهة الشبيبة، بمقابل ذلك سيتواصل غياب متوسط الميدان أمادا بداعي الإصابة، والحارس فوزي شاوشي بسبب العقوبة. ومعلوم أن المولودية تلعب جيدا وتجد راحتها في الملاعب الكبيرة والمعشوشبة طبيعيا، وهي التي حققت نتائج كبيرة وباهرة في الآونة الأخيرة بملعب 5 جويلية الأولمبي، وبالتالي فإن المعطيات تختلف بين لقاء اليوم ولقاء البطولة في ملعب تيزي وزو، وهذا ما يراه أنصار العميد في صالحهم. ومن المقرر أن يحدث المدرب كازوني تغييرات على مستوى التشكيلة التي خاضت لقاء بارادو السبت الماضي، ما عدا إمكانية إعادة المالي أليو ديانغ، مكان شريف الوزاني أو المؤذن، وسيدخل بالعناصر الآتية: شعّال، حشود، قراوي، عزي، ميباراكو، شريف الوزاني (ديانغ)، المؤذن، بن دبكة، درارجة، نقاش، سويبع. متوسط ميدان مولودية الجزائر أليو ديانغ: لدينا كل الإمكانات للفوز بالنتيجة والأداء على الشبيبة يرى متوسط الميدان المالي أليو ديانغ أن المعطيات في لقاء اليوم أمام شبيبة القبائل تختلف، والظروف لا محالة لن تكون نفسها التي لعبت فيها مباراة البطولة بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، وقال في هذا الشأن: "المواجهة لن تكون سهلة، ونصف نهائي الكأس يختلف عن مقابلة البطولة التي طوينا صفحتها.. سنلعب على أرضية ميدان محايدة وأنا مقتنع بأننا نمتلك الإمكانيات للفوز والتأهل بالنتيجة والأداء". مدافع شبيبة القبائل رضواني: التتويج بالكأس هدفنا وسنسعد أنصارنا أمام العميد أكد مدافع شبيبة القبائل سعدي رضواني أن فريقه على أهبة الاستعداد لتحقيق فوز آخر على مولودية الجزائر، مشيرا إلى أن التتويج بكأس الجمهورية يعد من بين أهداف الفريق، ويجب تحقيقه لإسعاد الأنصار وإنقاذ الموسم، وصرح رضواني قائلا: "علينا تأكيد النتيجتين الأخيرتين من خلال انتزاع ورقة التأهل.. الآن وبعدما ابتعدنا عن منطقة الخطر نريد الذهاب إلى النهائي والتتويج بالكأس وإسعاد الأنصار". أنصار العميد يحضرون لغزو قسنطينة حرب المدرجات تثير القلق والأنصار مطالبون بالتعقل ستجرى مقابلة اليوم، تحت تعزيزات أمنية مشددة، ووسط تخوفات من أعمال شغب، بسبب العلاقة المتوترة بين أنصار فريق شباب قسنطينة ومولودية الجزائر من جهة، والأحداث المؤسفة التي عرفها "كلاسيكو" الفريقين بملعب تيزي وزو، وقضية طرد الحارس فوزي شاوشي من جانب المولودية بعد رد فعله السلبي تجاه استفزازات أحد أعوان ملعب تيزي وزو، من جهة أخرى. لن يقتصر الصراع بين "الكناري" و"العميد" فوق أرضية الميدان فقط، وإنما سيمتد إلى المدرجات، حيث ورغم أن أنصار المولودية لم يستفيدوا إلا من 3200 تذكرة، إلا أنهم أبدوا استعدادهم الكامل لغزو قسنطينة بأعداد غفيرة، والتنديد بما وصفوه ب"الظلم" وسوء الاستقبال، الذي تعرض له فريقهم في ملعب تيزي وزو –حسبهم-، وهذا ما سيجعل المواجهة حامية الوطيس بالمدرجات أيضا. ويبقى هذا الأمر يثير قلق القائمين على تسيير شؤون الكرة في البلاد، حيث يخشى متابعون من خروج المباراة عن نطاقها الرياضي لعدة أسباب، بداية من أحداث لقاء تيزي وزو، وأيضا التصريحات النارية التي أطلقها مسؤولو الفريقين، وتبادل للاتهامات في قضية حصة كل فريق من التذاكر، فضلا عن إجراء اللقاء في قسنطينة، في وقت عرفت فيه العلاقة بين فريقي شباب قسنطينة ومولودية الجزائر توترا كبيرا بسبب التنافس على اللقب، علما أن أنصار "السياسي" أكدوا حضورهم في اللقاء لمساندة شبيبة القبائل، ما سيزيد الأمر سوءا. ولهذه الأسباب، من المنتظر أن يجرى هذا اللقاء، وسط تعزيزات أمنية مشددة، لمنع حدوث أي تجاوز في ظل الحساسية الكبيرة بين الأنصار وأهمية هذا الموعد، حيث أفاد مصدر مطلع بأنه سيتم اتخاذ إجراءات أمنية خاصة، مع إمكانية تسخير أعوان إضافيين يتم جلبهم من الوحدات الأمنية بالولايات القريبة من مدينة قسنطينة، على غرار أم البواقي وميلة، لضمان السير الحسن للمباراة التي ستستقطب جماهير غفيرة. ومهما كان فإن الأنصار من الجانبين، ملزمون بتوخي الحذر والتعقل، ففي النهاية، ما هي إلا مباراة في كرة القدم مثلها مثل بقية كل المواجهات التي لعبت طوال الموسم. شباب بلوزداد حمله مسؤولية الإقصاء أمام العميد في الكأس عوينة في اختبار صعب وعبيد شارف مرشح لإدارة النهائي سيكون الحكم الدولي عوينة الذي اختاره الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف)، ليدير هذه القمة، في اختبار صعب نظرا إلى قيمة الرهان بالنسبة إلى الفريقين. ومعلوم أن الحكم ميال الذي أدار مباراة البطولة بين الفريقين 10 أيام قبل الآن، كان قد تعرض لوابل من الانتقادات بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها، باحتسابه لركلة جزاء غير شرعية للمولودية، وفشله في حماية لاعبي المولودية فوق أرضية الميدان وعدم تدوينه بعض التصرفات الخارجة عن النطاق الرياضي من طرف بعض أشباه أعوان الملعب الذين كانوا خلف شباك الحارس فوزي شاوشي، وبالتالي فإن الأنظار ستكون موجهة اليوم نحو الحكم عوينة الملزم بعدم ارتكاب لأخطاء مؤثرة في هذه المباراة الساخنة. وكان عوينة بدوره قد أدار مواجهة مولودية الجزائر وشباب بلوزداد في كأس الجمهورية، ولم يسلم من انتقادات مسؤولي ولاعبي وأنصار شباب بلوزداد، الذين حملوه مسؤولية خروج فريقهم من الدور ثمن النهائي من هذه المنافسة، إثر خسارتهم على يد العميد بنتيجة (2/1) بعد الوقت الإضافي. هذا ومن المقرر أن تقدم اللجنة المركزية للتحكيم التابعة إلى "الفاف" بتعيين الحكم الدولي عبيد شارف – المعني بإدارة مباريات كأس العالم 2018 بروسيا، بعد أن اختير من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) -، لإدارة نهائي كأس الجمهورية المقرر يوم الفاتح من ماي القادم بملعب 5 جويلية الأولمبي، بين الفائز من لقاء اليوم (شبيبة القبائل– مولودية الجزائر) ولقاء الغد (اتحاد بلعباس– شبيبة الزاوية). مولودية الجزائر 4 – 1 شبيبة القبائل "العميد" "الشبح الأسود" ل"الكناري" في كأس الجمهورية يملك مولودية الجزائر أسبقية تاريخية على حساب شبيبة القبائل، في منافسة كأس الجمهورية، حيث سبق للفريقين أن التقيا في 5 لقاءات خلال أدوار مختلفة من هذه المنافسة، فاز العميد في 4 مناسبات و"الكناري" مرة واحدة فقط. ويتقابل الفريقان اللذان كان لهما شرف الفوز بالكأس 13 مرة (منها 8 مرات للعميد)، لأول مرة في هذا المستوى من المنافسة (المربع الذهبي)، فيما جرت المواجهات الخمس السابقة في الدور السادس عشر (مرتين)، والدور ثمن النهائي (مرتين)، والدور النهائي لطبعة 2014 الذي عاد إلى أصحاب اللونين "الأحمر والأخضر" بضربات الترجيح بعد انتهاء اللقاء بالتعادل (1-1) بملعب مصطفي تشاكر بالبليدة. وتبقى حصيلة اللقاءات بينهما في كأس الجزائر، لصالح المولودية (4-1) التي فازت بالموعد الأول يوم 11 مارس 1971 بملعب 20 أوت 1955 (الجزائر)، حيث انتهى هذا اللقاء لحساب الدور ثمن النهائي، بالتعادل (2-2)، لكن الفوز عاد إلى العميد بعدد الركنيات، وهو إجراء كان مطبقا آنذاك. أما المباراة التي كانت أكثر تنافسا وتشويقا، فهي التي جرت بعد عشر سنوات بملعب 5 جويلية (الجزائر) في نفس المستوى من المنافسة (الدور ثمن النهائي)، التي فازت بها المولودية (3-2) بحضور أكثر من 100 ألف متفرج. وجاء الفوز الوحيد ل"الكناري" إلى حد الآن يوم 24 فيفري 1989 في الدور السادس عشر (2-2) بضربات الترجيح. للإشارة، كانت مباريات الفريقين في الكأس دائما حامية الوطيس بدليل أن أربع مباريات من أصل خمس انتهت بالتعادل. تاريخ مواجهات الفريقين في منافسة كأس الجزائر: 11 مارس 1971 (الدور ثمن النهائي) مولودية الجزائر- شبيبة القبائل 2-2 (فوز المولودية بالركنيات) 13 مارس 1981 (الدور ثمن النهائي) مولودية الجزائر- شبيبة القبائل 3-2 24 فيفري 1989 (الدور السادس عشر) مولودية الجزائر- شبيبة القبائل 2-2 (فوز شبيبة القبائل بضربات الترجيح) 28 ديسمبر 2013 (الدور السادس عشر) مولودية الجزائر- شبيبة القبائل 0-0 (فوز المولودية بضربات الترجيح) 1 ماي 2014 (الدور النهائي) مولودية الجزائر- شبيبة القبائل 1-1 (فوز المولودية بضربات الترجيح)