بدأت نتائج عمل رئيس للاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) خير الدين زطشي، تظهر وبرنامجه "السحري" و"الوهمي" في إعادة الهيبة لكرة القدم المحلية، تجسد على أرض الواقع في لقاء نصف نهائي كأس الجمهورية بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر بملعب الشهيد حملاوي، والتي عرفت نهاية "دموية" بسقوط العديد من الجرحى والحديث عن وفيات وسط المشجعين، وهذا بعد مرور عام كامل عن توليه رئاسة شؤون مبنى دالي إبراهيم. زطشي ومكتبه الفدرالي وحاشيته "الموقرة" والذين أكدوا بتاريخ 20 مارس 2017، أنهم سيعيدون الهيبة للكرة المحلية والبطولة، يتحملون الجزء الأكبر من مهزلة وفضيحة ملعب الشهيد حملاوي، بعد أن أصدروا قرارات غير مسؤولة وغير مدروسة، بداية من حرمان الشبيبة من اللعب في ملعب أول نوفمبر، لأن مدرجاته لا تسع ل20 ألف متفرج، وهو الشرط "الكارثي" الذي فتح باب "جهنم" على مسؤولي "الفاف"، ولجنة الكأس بقيادة نور الدين بكيري، فسح المجال لنشوب أعمال عنف كبيرة وفوضى لا مثيل لها في البرمجة، كون أغلب الأندية الجزائرية لا تملك ملاعب كبيرة. والأكثر من ذلك، لم تتوان "الفاف" ولجنة منافسة الكأس في منحها الموافقة لإدارة الشبيبة، باستضافة "العميد" بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، حيث ورغم التحذيرات المسبقة ومعرفتها الكاملة بحجم الكارثة التي ستقع ووقعت حقا، بالنظر إلى الحساسية الكبيرة بين أنصار فريقي مولودية الجزائر وشباب قسنطينة، إلا أنها غامرت وتلاعبت بأرواح "الزوالية" وتشبثت بقرار برمجة اللقاء في ملعب الشهيد حملاوي، في يوم حداد على أرواح شهداء سقوط الطائرة العسكرية، والتي راح ضحيتها 257 شهيدا من حماة الوطن. إصلاحات زطشي وكل القرارات المتخذة من طرفه في الآونة الأخيرة، ولدت من رحم روح الانتقام من سلفه محمد روراوة، وكل من ساند وعمل مع الأخير في العهدات السابقة، حيث تناسى رئيس نادي بارادو دوره في العمل على ترقية الكرة المحلية وسن قوانين ردعية وصارمة، وراح يستهدف كل شخص عمل مع روراوة من قريب أو بعيد ودخل في صراعات مع العديد من الأطراف، والآن نحصد نتائج هذه القرارات السلبية، بداية من إبعاد رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج منتصف الموسم بالإضافة إلى رئيس لجنة الانضباط عبد الحميد حداج، وأمور وفضائح أخرى ذكرناها مرارا وتكرارا ولا نريد العودة إليها. وفضلا عن ذلك، فإن الفساد طال أيضا لجنة التحكيم، التي تعاقب على رئاستها كل من مسعود كوسة ومختار أمالو وغوتي، والآن الجزائر باتت لا تملك حكاما في المستوى قادرين على إدارة لقاءات قوية في البطولة وكأس الجمهورية، بسبب سياسة فاشلة وغياب مؤطرين في المستوى، وخير مثال على ذلك، كيفية إدارة الثنائي غربال وعوينة لقاءي شبيبة القبائل ومولودية الجزائر في البطولة والكأس على التوالي، فالأول لم يتوان في طرد حارس العميد شاوشي وعدم حمايته من أشباه أعوان الملعب ومنح ركلة جزاء وهمية ل"العميد"، والثاني منح بطاقة صفراء مجانية وغير مستحقة للحارس شعّال بداعي أنه رفض اللعب وسط "الحجارة"، دون الحديث عن أخطاء بقية الحكام الذين أثروا على العديد من النتائج في البطولة. ما يحدث في البطولة المحلية من فساد وقرارات خاطئة وتحكيم دون المستوى، ينذر بنهاية موسم كارثي ودموي على جميع الأصعدة والأمور مرشحة للتصعيد أكثر، في ظل الأجواء المشحونة بين جميع أندية الرابطة الأولى واحتدام الصراع على اللقب والسقوط، وعدم تدخل المسؤولين الذين يواصلون الصمت في القضايا الحساسة، ويسارعون لاستغلال أي فرصة لتبرير فشلهم بانتقاد سياسة سلفهم والحديث عن نظرية "المؤامرة". وناشد معظم أنصار الفرق المحلية، كل من الرئيس خير الدين زطشي ومساعديه ربوح حداد وبشير ولد زميرلي، فضلا عن رئيس لجنة منافسة الكأس نور الدين بكيري، بضرورة رمي المنشفة في أقرب الآجال، على الأقل حفاظا على "كرامتهم"، وإن رفضوا فما على وزارة الشباب والرياضة، إلا التدخل وإرغامهم على ذلك، والعمل على إنقاذ الكرة الجزائرية وترميمها وإعادتها إلى السكة الصحيحة.