يعد مجال النقل بالسكة الحديدية من المجالات الكبيرة التي تساهم وبشكل كبير في بناء أي اقتصاد دولة، خاصة ماتعلق بنقل البضائع وكذا الأشخاص بالمناطق الوعرة، وهو ما اعتمدته أكبر الدول اقتصاديا حاليا على غرار أمريكا، التي ساهم النقل بالسكك الحديدية في تطوير اقتصادها بشكل كبير، لاسيما على مستوى نقل البضائع بالمناطق الوعرة كالصحراء. أكدت بعض المصادر مؤخرا من جهات مسؤولة أن مشروع السكة الحديدية والذي سيربط مدينة حاسي مسعود بتقرت، والذي انطلقت الأشغال به منذ خمس سنوات تقريبا، قد بلغت نسبة إنجازه ما يزيد عن 50 بالمائة؛ وهو ما يبرر سعي السلطات العليا في البلاد لإيجاد حلول بديلة وأخرى جديدة، فيما يخص تنقل البضائع والأشخاص بواسطة وسائل أخرى أكثر تطورا وتعويضا عن وسائل النقل الحالية، خاصة على مستوى الصحراء والمسافات الطويلة. وقد أكد وزير النقل في وقت سابق أثناء زيارته للمنطقة أن هذا المشروع يعد من المشاريع الكبرى للدولة، فيما يخص ربط مناطق الشمال بالجنوب وتوسيع وزيادة النقل بهذه المناطق، خاصة على مستوى المناطق الصحراوية. وتقدر قيمة إنجاز هذا المشروع والممتد لأكثر من 200 كلم بما يزيد عن 70 مليار دج، وفي سياق ذي صلة أكد العديد من المختصين في هذا المجال أن مشاريع النقل بالسكك الحديدية هي من المشاريع الأصلية والناجحة، خاصة بالمناطق الصحراوية ذات الطبيعة القاسية، حيث إن أغلب الدول المتطورة، اعتمدت بشكل أساسي منذ القديم إلى يومنا هذا في نهضتها وصناعتها على النقل بالسكك الحديدية، خاصة على مستوى المناطق الصناعية، وكذا الصحراوية بما يتعلق بنقل مختلف السلع والبضائع، زيادة على تنقل الأشخاص، والتي تعوض عن الخزينة العمومية الكثير من النفقات المالية الزائدة، والتي في الغالب تضعف كاهل الدولة. وفيما يخص توفير وسائل النقل التقليدية وتوفير وتجديد شبكات الطرقات كل خمس سنوات على الأقل، وهو ما يكلف الكثير، خاصة على مستوى الطرق والمسافات الطويلة؛ زيادة على كل هذا يساهم النقل بالسكة الحديدية في التقليل وبشكل كبير من الحوادث المرورية. وإذا نظرنا للواقع المعاش وعلى مستوى الطرقات الصحراوية نجد وبشكل يومي حوادث مرورية مروعة كثيرة ومستمرة منذ سنوات، وهو مايشكل خسائر مادية وبشرية لا تحصى. وتقدر المسافة المنجزة حاليا بما يزيد عن 100 كلم حسب مصادر عليمة، حيث شملت الأشغال تسوية الأرضية زيادة على الأشغال الأخرى المتعلقة بالتركيب. من جهة أخرى سيفتح هذا المشروع المهم، والذي سيربط أغنى بلدية بالمناطق الأخرى آفاقا كبيرة فيما يتعلق بإيصال البضائع وتطوير التجارة والفلاحة على مستوى حاسي مسعود والمناطق الجنوبية المجاورة، زيادة على دفع عجلة التنمية بالمنطقة وفك العزلة، خاصة أنه يوجد مشروع بناء المدينة الجديدة حاسي مسعود، الذي سيمر به هذا الخط الخاص بالنقل بالسكك الحديدية، مما سيخلق جوا ملائما لتزايد مختلف الأعمال الاستثمارية مستقبلا بالمنطقة . وبالرغم من أن المشروع توجد به بعض العراقيل كمشكل الأنابيب الغاز والنفط التي تمر بمساره، إلا أنه وبحسب ذات المصادر فإنه سيتم إيجاد حل لهذا المشكل، والذي يمكن معالجته بشكل نهائي من طرف السلطات العليا للبلاد.