يعيش البنك الدولي هذه الأيام على وقع فضيحة هزت عرش هذه المؤسسة المالية الدولية، وعرش جورج بوش الابن، على اعتبار أن الرئيس الأمريكي هو من دعم ووقف وراء تعيين "بول وولفويتز" لتولي منصب المسؤول الأول على هذه المؤسسة المالية، التي تتحكم في شؤون العديد من دول العالم الثالث إن لم نقل كلها. بطلة هذه الفضيحة امرأة تدعى شاها رضا على، أمريكية من أصل تونسي، في الخمسينيات من عمرها. تعمل مسؤولة للعلاقات العامة بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبنك الدولي. تمكنت من إقناع رئيس البنك الدولي "بول وولفويتز"، الذي يقيم معها علاقة عاطفية، بترقيتها وإعطائها راتبا يفوق راتب وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس، بناء على تحقيقات لجنة المحاسبة داخل البنك. وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من كشف فضيحة "شاها" "وولفويتز"، حيث نشرت منذ أيام تقريرا ذكرت فيه أن شاها رضا حصلت على زيادات في الراتب بلغت 61 ألف دولار، مما رفع أجرها السنوي إلى أكثر من 193.5 ألف دولار، أي أكثر مما تحصل عليه وزيرة الخارجية كوندليزا رايس نفسها، والذي يبلغ 186 ألف دولار قبل خصم الضرائب منه.هذه الفضيحة خلفت مطالبات بإقالة ولفويتز الذي تعهد عند تقلده منصبه بمحاربة الفساد الإداري فى المؤسسة التي تقرض أكثر من 150 دولة لدعم مشروعات التنمية ومكافحة الفقر. كان للحرب اليد الطولى في تقارب قلبي العشيقين، ففي الوقت الذي كان يعمل ولفويتز على وضع أيديولوجيات السياسة الأمريكية الخارجية من خلال عمله فى مؤسسة ريجان، كانت شاها تقوم بمساعدة العراقيين المعارضين فى إطار الجهود الأمريكية للإطاحة بصدام حسين عقب حرب الخليج الثانية. وتقول مجلة "كونتر بانش" الأمريكية إن العديد من المراقبين يعتقدون أن لشاها التأثير الأساسي على ولفويتز لدفع الإدارة الأمريكية لشن حرب على العراق عام 2003. وعملت شاها في البنك الدولي لمدة 8 سنوات منذ عام 1997، قبل تولي ولفويتز رئاسة البنك، وكانت تعد واحدة من كبار مستشاري الاتصالات في إدارة الشرق الأوسط بالبنك وأسند إليها ملف إعمار العراق. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد حاول العشيقان أن يحيطا علاقتهما بالكتمان، ولكن بعد تعيين ولفويتز في البنك الدولي بدأت الشائعات فى الظهور، الأمر الذي اضطر مسؤول البنك الدولي نقل عشيقته وترقيتها في وزارة الخارجية الأمريكية بزيادة فى راتبها مخالفا القواعد الوظيفية المعمول بها. وحول مصير ولفويتز، ترى وكالة رويترز أن فضيحة شاها رضا قد تدفع رئيس البنك الدولي إلى الاستقالة من منصبه. ولكن بعد اعتذار ولفويتز عن فعلته بشأن فضيحة شاها رضا وإعلان جورج بوش أول أمس تأييده له، يرى مراقبون أنه من المستبعد أن يترك ولفويتز منصبه. محمد مسلم/ الوكالات