"ليس لدينا تنظيم القاعدة في الجزائر"، "لا نريد القاعدة في بلادنا"، "لا للإرهاب نعم للمصالحة"، "لسنا أفغانستان ولن نكون مثل أفغانستان"، "نحن جزائريين أحرار ولا نقبل العار"..."نرفض ضرب الأبرياء"، "تحيا الجزائر ويحيا الرئيس بوتفليقة"، "الإرهابيون قتلة".... هكذا هتف آلاف الجزائريين أمس بصوت واحد، وكلمة واحدة، وصرخوا بأعلى أصواتهم أمام القنوات الفضائية الأجنبية والصحافة الدولية الحاضرة بقوة في القاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف ب 5 جويلية بالعاصمة، منددين بالإرهاب والإرهابيين، وتنظيم القاعدة، وبتقتيل الأبرياء وتشويه سمعة الجزائر بتنظيم القاعدة. منذ الساعة الثامنة والنصف صباحا بدأ المواطنون رجالا ونساء من مختلف الإنتماءات والتوجهات الحزبية يتدفقون على القاعة البيضاوية بمركب 5 جويلية بالعاصمة، معظمهم ينتمون للأحزاب الوطنية ومنظمات ضحايا الإرهاب، والتنظيمات الإرهابية، والحركات الجمعوية، والمنظمات الطلابية، مئات الحافلات تم تجنيدها من طرف هذه التنظيمات الممثلة للمجتمع المدني والأحزاب لنقل المواطنين إلى مركب 5 جويلية، ولا سيما الإتحاد العام للعمال الجزائريين الذي سخر عددا هائلا من الحافلات لنقل العمال التابعين لمختلف القطاعات والفيدراليات المنضوية تحت جناحه من أجل التنديد بالإرهاب والمناداة بالمصالحة الوطنية. القاعة البيضاوية التي لا تتسع سوى ل 4000 مقعد اكتظت أمس بأكثر من 6000 شخص معظمهم من فئة الشباب جاءوا من مختلف أنحاء الجزائر العاصمة، ولضمان الأمن، واحتياطا لأي عمليات إرهابية، تم تطويق القاعة بطوق أمني مكثف من جميع الأنحاء إضافة إلى المروحيات التابعة للأمن الوطني التي كانت تحوم في سماء مركب 5 جويلية على ارتفاع بضعة أمتار عن القاعة البيضاوية، فضلا عن التواجد المكثف لأعوان الأمن الوطني بالزي المدني، والرسمي "نحن مسلمون ونتبرأ من كل من يدعي الجهاد باسم الإسلام وباسم الجزائر، من يريد أن يجاهد فليجاهد إسرائيل ولينتحر في وجه الإسرائليين لتحرير القدس" قال أحد المواطنين في تصريح للقنوات الفضائية الأجنبية التي وجهت كاميراتها وميكروفوناتها نحو المواطنين المتظاهرين، وقال آخر "نحن هنا من أجل رد الإعتبار للجزائر، وخاصة أمام العالم، نحن هنا لنقول للذين شككوا في نجاح المصالحة الوطنية بأن المصالحة نجحت، ليس لدينا تنظيم القاعدة في الجزائر ولا نريده أن يكون". في حين بدأ رؤساء الأحزاب يلتحقون بالتجمع الواحد بعد الآخر، رئيسة حزب العمال السيدة لويزة حنون، رئيس حركة مجتمع السلم، مرفوقين بعدد من الأعضاء القياديين في الأحزاب الوطنية، بينما تغيب الأمين العام للأرندي أحمد أويحي، بسبب تواجده في مهمة حزبية بتمنراست مما أثار عدة تساؤلات وتحفظات حول سبب غيابه، وذلك بالنظر إلى ثقل الحزب الذي يمثله، حيث لم يحضر عن الأرندي سوى شهاب صديق الذي ناب عن أويحي و صالح جنوحات ، كما سجل غياب الأفافاس والأرسيدي كعادتهما عن المشاركة في كل المناسبات الوطنية وغير الوطنية، وحضر رؤساء منظمات ضحايا الإرهاب والتنظيمات الثورية بقوة، كما حضر الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد ورؤساء النقابات العمالية التابعة للإتحاد العام للعمال الجزائريين، رؤساء منظمات الباترونا، ليبدأ الوزراء مثل الطيب لوح وزير العمل والضمان الإجتماعي، جمال ولد عباس وزير التشغيل والتضامن الوطني، والسعيد بركات وزير الفلاحة وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عمار تو، عمار غول وزير الأشغال العمومية، ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل. "لقد شوهوا صورة الإسلام و المسلمين، لا نريد أن تلطخ سمعة الجزائر بالقاعدة لأن القاعدة لا وجود لها بين الجزائريين نحن ليس لدينا التطرف ونرفض التطرف نحن لسنا مثل العراق، نحن أول شعب ندد بالإرهاب وما زلنا نند به" يقول مواطن آخر ، عبد المجيد مناصر النائب الأول لحركة مجتمع السلم هو الأخر صرح للصحافة قائلا "هذا إرهاب دولي نفذ على الأراضي الجزائرية، استعمل فيه جزائريون"، هؤلاء "هؤلاء الذين يقفون وراء هذه التفجيرات يريدون أن يقولوا للعالم بأن المصالحة الوطنية فشلت، لكن وقفة الشعب الجزائري اليوم ستؤكد لكل العالم بأن صفحة المأساة الوطنية طويت، وأن هذه العمليات التفجيرية التي وقعت يوم الأربعاء تهدف إلى إرجاع الشعب الجزائري إلى نقطة الإنطلاق، إلى سنوات التسعينات" قال وزير العمل والضمان الإجتماعي الطيب لوح الذي نزل إلى وسط القاعة البيضاوية المكتظ بالمتظاهرين، قبل أن يصرح وهو يهم بالخروج من القاعة البيضاوية "حضور المواطنين البسطاء اليوم بقوة في هذه القاعة دليل قوي على أن الأمن والسلم أهم من الأكل والشرب بالنسبة للشعب الجزائري، العمليات التفجيرية الأخيرة مدبرة من الخارج وليست جزائرية، الجزائر أصبحت تزعج الكثير من الدول لأن دولة القانون بدأت تعطي ثمارها، ولأن مؤسسات الدولة استرجعت ثقة المواطن فيها، والمصالحة بدأت تؤتي ثمارها ولهذا يدبرون لنا التفجيرات"، واستمرت التظاهرة إلى غاية منتصف النهار أين تفرق المتظاهرون بهدوء. جميلة بقاسم:[email protected]