اختناق مروري غير مسبوق وطوابير سيارات اصطفت على مد البصر بطريق حمام ملوان شرق البليدة لدرجة يُخيّل لك أن خطبا ما أو حادث سير وقع، والحقيقة أن جبن الماعز "المحلي" أسال لعاب الصائمين وجعلهم يقطعون الكيلومترات لاقتنائه. ويقول عمي موسى أحد الباعة المعروفين بالمنطقة إن المسألة ليست مسألة غذاء فقط بل أصبحت عادة لا يمكن الاستغناء عنها لدى عشرات الصائمين الذين يقصدون محله بإقبال منقطع النظير خلال شهر رمضان، وليس غريبا أن ترى طوابير السيارات بلوحات ترقيم مختلفة ساعات قليلة قبل الافطار تتزاحم أمام نقاط بيع جبن الماعز أو كما يسمى محليا "الجْبَنْ" في حمام ملوان، ويضيف محدث الشروق أن منتجاتهم تتطلب الوقت والصبر وما يميزها أنها طازجة وخالية من أي مواد كيميائية أو حافظة أو منكهة. حيث يتولى صاحب المحل شراء حليب الماعز من المزارع المجاورة ويباشر بنفسه عملية تحويل الحليب إلى جبن أو لبن أو رايب، كما يستخلص منه الزبدة الأصلية التي وصل سعرها إلى3500 دج للكيلوغرام، وهي مفقودة في مناطق أخرى، بالمقابل يصل سعر حليب الماعز إلى 150 دج للتر الواحد ومع ذلك يتهافت الناس عليه، بالنظر لفوائده وحتى الدسم التي يحتويها مفيدة للجسم ومرضى الكوليسترول بإمكانهم استهلاكه. أما عن الجبن فإلى جانب فوائده الصحية يرى ابراهيم ونسيم اللذان قدما على متن دراجة نارية من اسطاوالي بالعاصمة، أن مائدة الإفطار لا تكتمل لديهما من دون "جبن الماعز" الذي تعودا منذ سنوات على اقتنائه من منطقة حمام ملوان تحديدا، فتناوله بخبز الشعير "بنّة" ومذاق لا يُقاوم ما جعلهما يقطعان يوميا عشرات الكيلومترات طلبا له، أما الباعة وعلى بساطة محلاتهم فإنهم أبدعوا في عرض سلعهم من جبن وبيض وبقوليات وخبز شهي ممزوح برائحة الحطب.