ونحن في الطريق من مدينة المدية إلى مدينة البرواقية (حوالي 30كلم الى الجنوب) لزيارة السجن المركزي بها، دارت بخلدي كثير من الصور التي ارتسمت في مخيلتي من خلال المطالعات التاريخية والأخبار اليومية والتعليقات الكثيرة التي حوتها المدونات الالكترونية عن هذا السجن الذي بناه الاستعمار الفرنسي مطلع القرن التاسع عشر على ما يصطلح على تسميته تاريخيا ب»زمالة الأمير عبد القادر«، كتأكيد من المستعمِر على تحويل مظاهر ورموز مقاومة الشعب الجزائري الى مستنقعات لقمعه وسلب حريته. وصلنا الى البوابة الكبرى للسجن بعد قرابة الساعة من السير البطيء الذي فرضته علينا حركة السير بمرتفعات بن شكاو المزدحمة بالمركبات والعربات التي لاتكاد تبارح مسالك الطريق الوطني رقم 01، ولم يطل انتظارنا طويلا بعد أن أذن لنا بالدخول، وظهرت لنا إدارة السجن الى الشمال ومركز الاحتباس بجدار سياجه الشاهق وبوابته الرئيسية الضخمة الى اليمين، انعطفنا إلى الإدارة رفقة أحد أعوان الحراسة أين كان المدير في انتظارنا، وتبادلنا أطراف الحديث عن هذه المؤسسة التي ذاع صيتها في العالم من خلال مشاهير السجناء الذين مروا عليها، وحدثنا عن الجهود المبذولة في سبيل أنسنة المؤسسات العقابية عموما ومؤسسة البرواقية على وجه الخصوص، وحدثنا عن الدور الرائد الذي تقوم به المؤسسة في ميدان التعليم والتكوين الموجهين للنزلاء، حيث بلغت نسبة المقبلين على التعليم بالمراسلة منهم أزيد من 50٪ والمنضمين الى برامج التكوين المهني أكثر من 30٪، كما تطرق وبإسهاب الى المرافق الرياضية والثقافية والصحية والترفيهية التي يتوفر عليها السجن وباتت في متناول النزلاء. قناة "المشعل" وجه للفرجة وعين على أخبار السجن خرجنا من مكتب المدير رغبة منّا في معاينة ميدانية لأجنحة السجن وظروف نزلائه، ودلفنا الى مكتب قريب من مكتب المدير خصص لمركز بث قناة »المشعل« التي روى لنا القائمون عليها حكاية حبّ وأُلف استطاعت من خلال ما تقدمه من برامج ومنوعات أن تنسجها مع النزلاء الذين حدثنا أحدهم بأنه لا ينصرف عن متابعة ما تبثه من الثامنة صباحا الى منتصف الليل وأخبرنا آخر بأنه مغرم بما تقدمه من مسلسلات وبأن أوقات بث مسلسلي »محمود المصري« و»الهشيم« هي أوقات مقدسة بالنسبة إليه، وأضاف ثالث بأن حصة »موح الليالي المسموعة« التي تنقلها »المشعل« عن إذاعة »البهجة« نهاية كل أسبوع من منتصف الليل الى الساعات الأولى من الصباح تزيل عن السجناء كثيرا من الشوق الى الأهل والأقارب وتطفئ حرقة »الوحشة« في قلوبهم، كما تقوم القناة بإجراء روبورتاجات وتحقيقات داخل السجن تقوم بعرضها لاحقا بالإضافة إلى تصويرها للمنافسات الرياضية والثقافية والفنية التي ينشطها منتسبو السجن وتصنع وقت عرضها على القناة أجواء حميمية وجلسات للمتعة الجماعية الممزوجة بالتعليقات والفكاهة. كما تغطي القناة، الى جانب دورها الترفيهي والتربوي، جانب المعلومة وتسهل سريانها بين الإدارة والسجناء حيث أوضح السيد »حكيم بن شادي« مدير السجن بأن القناة تستعمل كهمزة وصل للإجابة على انشغالات السجناء التي تستقبلها الإدارة أسبوعيا وتقوم بالرد عليها مفصلة ومرفقة بكل ما يريد السجين معرفته عن أوضاعة وعن ما يريد القيام به من إجراءات قد يحتاج إليها. مركز الاحتباس بالسجن: فضاء للثقافة والرياضة والحرف توجهنا بعد ذلك إلى أهم منطقة بالسجن وأكثرها تطبيقا للإجراءات الأمنية والرقابية التي طالت حتى فريق الشروق، ودخلنا عبر البوابة الضخمة الى مركز الاحتباس الذي بدا مجهزا بأحدث أجهزة الكشف والسكانير... الهواتف النقالة ممنوعة... تركناها عند مدخل المركز وتقدمنا الى بهو فسيح ينتهي إلى باب آخر ضخم يؤدي بدوره الى أحياء السجن الثلاثة، انعطفنا يمينا حيث الأشغال جارية بالحي القديم لإنجاز قاعات للكشف الطبي والعلاج والحلاقة ومرش، وأشار مدير السجن الى أن أصحاب البذل الزرقاء المشاركين في الأشغال هم سجناء قيد التكوين في تخصص البناء وبأن أشغالا مماثلة تجري بجميع الأحياء، توفيرا لخدمات أكثر ملاءمة لإنسانية المحبوسين وكرامتهم، وبدا كثير من هؤلاء المتربصين بعد سؤال الشروق لهم سعيدا بالتقدم الذي أحرزه في السجن وهو يتقن حرفة جديدة ستكون مصدر رزقه بعد الخروج الى الحياة العامة بدل الإجرام أو اللصوصية. ف»م.ص«، الذي شارفت مدة عقوبته على الانتهاء، أخبرنا بأنه سيودّع حياة الإجرام التي كلفته سنوات من زهرة شبابه بعد أن أصبح يحمل حرفة تعلمها داخل أسوار المؤسسة يكسب بها قوت يومه بعد خروجه من السجن بدل امتهان السرقة أو الاعتداء على ممتلكات الغير. ليضيف »ز.ن«، الذي يقطن بمدينة الحراش، بأن أسلوب التكوين المهني وحصص برامج محو الأمية الموجهة الى أمثاله ممن لم تسعفهم ظروف الحياة العادية على التعلم قد جعلته يعرف القيمة الحقيقية للحياة السوية التي تجعل الإنسان يعيش لهدف نبيل يسعى إليه بوسائل مشروعة. عيادة السجن... مركز لمعالجة الإدمان... وخدمات راقية إلى حدود الكماليات لفت انتباهنا ونحن نطوف بأجنحة المركز حركة غير عادية للسجناء والحراس على حد سواء، فأخبرنا بأن نزلاء السجن يستعدون، على غرار غيرهم من الجزائريين، للاحتفال بيوم العلم من خلال تكريم عدد من الناجحين في المسابقة التي نظمتها الإدارة بالمناسبة. ارتأينا، وأمام بقاء فاصل زمني معتبر لبداية الحفل، أن نطوف بأجنحة العيادة المركزية بالسجن... بهرتنا النظافة العالية لأجنحة وزوايا العيادة حتى رحنا نتصور أنفسنا داخل عيادة خاصة للعناية الراقية... وجدنا الطاقم الطبي المكون من 07 أطباء عامين وطبيبين مختصين في جراحة الأسنان و06 أطباء نفسانيين، بالإضافة الى طبيب مختص في الأمراض العقلية بصدد مباشرة مهامهم في رعاية الجوانب الصحية والنفسية للسجناء الذين جلس كل منهم في قاعة الانتظار تحيّنا لدوره في المرور على الفحص أو العلاج، ووجدنا الى جانب ذلك ان التجهيزات المستعملة متطورة جدا وأخبرنا أحد أطباء الأسنان بأن التجهيزات والخدمات التي تتوفر عليها العيادة قد لاتتوفر عليها كثير من المؤسسات الصحية في الحياة العامة، موضحا بأن الجراحات التجميلية للأسنان وخدمات »الديتاتراج« بالإضافة الى الخدمات الأساسية كلها متوفرة وتحت تصرف من يطلبها من السجناء، كما أن الاتفاقات المبرمة مع المؤسسات الممونة بالدواء قد جعلت الصيدلية العامة بالسجن في درجات عليا من تغطيتها لطلبات السجناء من الأدوية، كما ان العيادة تتوفر على مصلحة للأشعة بالعيادة تحسبا للإصابات الطارئة التي يتعرض لها نزلاء السجن خلال حصص الرياضة أو أوقات التمرين المهني، ليضيف المدير بأن »الرعاية الصحية مضمونة بالسجن بنسبة 100٪ وبأن السجن قد تعاقد مع 05 أطباء مختصين في الأمراض المزمنة يجري التعامل معهم كلما دعت حالة مرضية لأي سجين الى ذلك، بل إن ظروف الخدمات الصحية وجودة هواء السجن قد جعلت كثيرا والسجناء في مؤسسات تربوية أخرى يتمنون الالتحاق به«، وهو الأمر الذي أكده السجين »ع.د« الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد بعد أن صرح لنا بالجناح الخاص بالمرضى في العيادة بأنه يتمنى أن يقضي باقي عقوبته بالبرواقية إثر ما لمسه من تحسن كبير لحالته بعد أن زالت عنه كثير من المضاعفات التي ولدها مرض الربو الذي أصابه منذ مدة. عميد السجناء يطلب التفاتة وزير العدل على سرير بالقسم المخصص لنزلاء العيادة من المساجين، رأينا شيخا مقعدا طاعنا في السن يجاوز عمره ال74 سنة، أخبرنا مدير السجن بأنه يعاني من شلل، وعلى الرغم من العناية التي توليها له المصالح الصحية بالسجن والتي وفرت له كرسيا متحركا، وأحضرت ابنه المسجون هو الآخر بذات المؤسسة للسهر على خدمته في احتياجاته الخاصة، يبقى حسب تصريح السيد »حكيم بن شادي« عائق غياب من يقوم بتقديم طلبات وإجراءات الإفراج المشروط بعد إعداد الملف الخاص به من ذويه خارج جدران السجن هو ما يقف حجر عثرة في وجه استفادته من الإفراج، ليطلب منا عميد السجناء المدعو »عمي موح« الذي يقضي عقوبة 10 سنوات وبنبرة غير مسموعة ترجمها ابنه المرافق له بأنها طلب منه للسيد وزير العدل بالتفاتة إليه وتسهيل إجراءات استفادته من الإفراج المشروط. مدمنون أقلعوا عن المخدرات وآخرون في دائرة التدريب في مصلحة الرعاية النفسية وجدنا السجين »م.س« الذي يقضي عقوبة 12 سنة... وجدناه في غاية الراحة وهو يتحدث إلى المرشدة النفسية التي أخبرتنا بأنه بصدد العلاج الطوعي للإقلاع عن المخدرات التي لازمه إدمانها عقودا وسنوات، وبأنه في المرحلة النهائية من الإقلاع بعد أن تمت متابعته بدقة من خلال توجيهه إلى ممارسة الرياضة التي يوفر السجن لنزلائه هياكل وتجهيزات هامة خاصة بها، وقد أكد لنا الطبيب المختص في الأمراض العقلية السيد »ايت واعمر لخضر« بأن المؤسسة العقابية بالبرواقية تعتبر نموذجا ناجحا لمعالجة الإدمان عن المخدرات وبأن نسبا كبيرة من مجموع الحالات التي مرّت عليه من المدمنين بالسجن قد تمت معالجتها، ملحّا في هذا السياق على ضرورة تعميم هذه التجربة على سائر السجون لما تمثله المؤسسات العقابية من مناخ مساعد جدا للإقلاع عن المخدرات والقضاء على الإدمان من جهة، ولكون معظم المدمنين هم من أصحاب السوابق ومن رواد السجون من جهة أخرى... مدير السجن تدخل هنا وأصرّ على ضرورة متابعة الحالات التي باشرت مصالحه عملية معالجتها حال تحويلها الى سجون أخرى، موضحا بأن العيادة المركزية ومن خلال طبيبها المشرف تقوم بتوثيق تقارير عن جميع الحالات المرضية بما فيها الإدمان وتقوم بتحويلها مع ملف السجين المراد تحويله. حضور بامتياز للثقافة والشعر والموسيقى والإبداع وتطلع الى المشاركة في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية لم نكن نتصور أبدا ونحن نتوجه إلى الجناح المخصص لإحياء احتفاليات يوم العلم أن نجد ذلك الزخم المعرفي والثقافي لدى أصحاب البذلة الصفراء من السجناء... طفنا بأجنحة المعرض المقام بالمناسبة وأذهلنا حجم ونوعية الإبداع الذي أنجزته أنامل وأقلام السجناء فكانت تحفا من الصناعات التقليدية وروائع من الشعر بشقيه الفصيح والملحون ودررا من الرواية والقصة القصيرة تغنى فيها من أنجزها بالجزائر والحرية والحب والحنين وبكي فيها آخرون على ما طال الجزائر من تفجيرات وأحداث مأساوية، لتشعر وأنت تتحدث إلى بعض من ساهم بأعمال إبداعية في هذا المعرض بأن الاهتمام الثقافي الدائر خارج المؤسسة العقابية حاضر داخل أسوارها ويتقاسم نزلاؤها من المثقفين حجما من الاهتمام الثقافي الذي يحمله نظراؤهم في الحياة العامة، وكان حديثنا مع السجين »ن.ل«، الذي يقضي عقوبة 12 سنة، حديثا شيقا عن الإبداع والرواية وأفاق الحداثة والشعر الحر، داعيا ومن خلال جريدة الشروق إلى إدماج ثقافي للمساجين في المنظومة الثقافية للبلاد، معتبرا مشاركة المساجين في التظاهرات الثقافية الدولية والمحلية طريقا هاما للتربية وإعادة الإدماج الاجتماعي لسجناء البلاد. ونفس الاهتمام وجدناه عند شاعر المؤسسة »ع.م«، الذي يقضي هو الآخر عقوبة الحبس ب10 سنوات، عندما فاجأنا بمقاطع من روائعه في رثاء شهيد الأمة العربية »صدام حسين« وفي التغني بالمصالحة الوطنية والجزائر. لندخل بعدها الى »صالة« الاحتفال أين وجدنا الفرقة الموسيقية التي يديرها سجناء من المؤسسة تطرب من حضر بأروع معزوفاتها وكان منشط الحفل »ر.م« يذكرك وهو يتحدث عن المناسبة بعربية فصيحة وبلسان طلق بكبار منشطي التلفزيونات العربية متأثرا بطريقة منشط قناة ال»ام.بي.سي« جورج قرداحي، حضرنا جانبا من الحفل الذي ولولا البذل الزرقاء للسجناء لخلته حفلا مقاما بإحدى دور الثقافة خارج السجن، وانصرفنا تاركين السجناء في قمة الانتشاء بما يقدم في الحفل من قطوف ثقافية وفنية وفكاهية. إقبال على المرافق الرياضية بالسجن ...ومتعة المناصرة الكروية حاضرة بين مناصري الأندية لم أكن أتصور السجن إلا غرقا في الندامة والانطواء والتحسّر بالنسبة لمن ساقته الأقدار الى أبوابه... لكن نفسيات السجناء ومعنوياتهم، كما ظهرت لنا ونحن نستجوب من كان بقاعة كمال الأجسام من نزلاء المؤسسة لممارسة الرياضة، عكست تصورنا الى حدود النقيض بعد أن أجمعت تصريحاتهم على أن السجن هو »قدر على من ابتلي به، ولابد من تجاوز عقدته الى فضاءات ممارسة الحياة الممكنة من خلال ماتوفره المؤسسة العقابية من أنشطة ومرافق... فالحياة واحدة لاتتغير ولا تتوقف«، ونفس الشعور لمسناه لدى مناصري الأندية العريقة على غرار »مولودية الجزائر« و»اتحاد العاصمة« و»وفاق سطيف« و»أهلي البرج« و»شبيبة القبائل«... لقد وجدنا عندهم تفاصيل ما يحدث بالبطولة الوطنية من خلال ما تبثه قناة السجن »المشعل« من حصص رياضية، بل إن أهازيج الملاعب وطقوس المناصرة حاضرة هي الأخرى في الأوقات التي تقوم فيها القناة ببث مقابلات المنافسات الرياضية، وفي ملعب السجن خلال منافسات الدورات التي تنظمها الإدارة بين فرق الأحياء الثلاثة للسجن من وقت لآخر. اندماج بلا حدود وتعايش يقي مصارع الفكر المتطرف ما لفت انتباهنا ونحن نطوف بأجنحة السجن هو الغياب التام للتصنيفات التي عهدنا سماعها عن سجناء الإرهاب وسجناء الحق العام، فالكل بالبرواقية سجناء من غير تمييز، ففي أقسام محو الأمية مثلا تجد لونا واحدا واهتماما واحدا وفكرا واحدا، الكل هنا تماهت رؤاه عند مستويات الاعتدال، فالسجين »م.ح« الذي يقضي عقوبة 10 سنوات سجنا بعد ان أدين في قضية تتعلق بالإرهاب لا همّ له سوى التقدم في مساره التعليم بعد أن كان أميًّا وهو الآن يجيد القراءة والكتابة ويحفظ نصف القرآن الكريم، ليضيف مدير السجن بأن السياسة المنتهجة في هذا الشأن قد حققت كثيرا من الأهداف التي كان أبرزها خروج كثير من السجناء من قوقعة التطرف التي كانوا يعيشونها بعد أن اختلطوا بزملائهم واطلعوا على ما يحملون من فكر معتدل... هو فكر كل الجزائريين، وهو ذات التصور الذي جعلنا نطمئن الى أن سجوننا لا ولن تنتج انتحاريين أو متطرفين. سجن غير السجن وإجراءات للأنسنة فاقت حدود التصور خرجنا من سجن البرواقية الذي امتدت زيارتنا إليه امتداد ال04 هكتارات التي يتربع عليها بعد أن ارتسمت في مخيلتي الصورة الحقيقية لهذا السجن بدل تلك التي طبعتها فيها مطالعات الكتب التاريخية ومدونات الانترنت، وأدركت بعمق كم هي متقدمة إجراءات الأنسنة والرعاية الموفرة لنزلائه الى الحدود التي جعلتني أتصور نفسي داخل مؤسسة سياحية تباع فيها المياه المعدنية والمواد الاستهلاكية بأسعار رمزية، ويحمل فيها السجناء اهتمامات الثقافة والمثقفين، وانتهيت إلى أن السجن الذي سجن فيه الزعيم العمالي »عيسات إيدير« خلال الفترة الاستعمارية وغيره من عمالقة تاريخنا الوطني مع ما لاقوه فيه من عذاب وويل هو أرشيف وطني لا غير. م. سليماني