قال المكتب الإعلامي للجيش اليمني في بيان إن قوات تابعة لتحالف عربي تقوده السعودية دخلت مطار مدينة الحديدة الاستراتيجية و"حررته" من الحوثيين، وإن الفرق الهندسية العسكرية تباشر تطهير المطار ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة. ولم يصدر أي تعليق من حركة أنصار الله الحوثية على بيان الجيش اليمني، لكن تقارير تشير إلى أن المعارك ما زالت تنحصر في أطراف المطار. وتحتدم المعارك وسط تحذيرات دولية ومحلية من مصير وصف بالكارثي لقرابة 600 ألف نسمة في الحديدة. وتقول مصادر طبية في المدينة، التي تقع نحو 150 كيلومتر جنوب غربي العاصمة صنعاء، إن عشرات من المدنيين قتلوا منذ بدء العملية العسكرية يوم الأربعاء، فيما أطلق المستشفى الرئيسي في المدينة نداء استغاثة للتبرع بالدم. ويقول التحالف إن قواته وكتائب يمنية تقدمت في اليومين الأخيرين نحو المدينة، مدعومة بالغارات الجوية الإماراتية، وبالطائرات العمودية. وقال متحدث عسكري، لم يذكر اسمه، الجمعة: "تقدمت الكتائب بسرعة لتصل إلى بوابة الميناء". "قوات إماراتية في أريتريا" ونقلت "بي بي سي" أن قوات يمنية وإماراتية وسودانية ترابط في أريتريا مستعدة لخوض المعركة، بحسب مصادر عسكرية في الإمارات. وتتهم الإمارات الحوثيين بتهريب الأسلحة من إيران عبر الميناء، بما فيها صواريخ باليستية، كما يوفر لهم إيرادات شهرية تقدر بنحو 40 مليون دولار. وأكد تقرير للأمم المتحدة أن إيران مدت الحوثيين ببعض الأسلحة، ولكنه لم يحدد تاريخ التسليم. ويعتقد التحالف أن حرمان الحوثيين من هذه الإيرادات المزعومة سيجعلهم يستسلمون ويقبلون بالتفاوض لإنهاء الحرب في اليمن. وينفي الحوثيون استخدام الميناء لأغراض عسكرية. وتنتشر في قاعدة الإمارات بأريتريا قوات إماراتية وفيها طائرات أف 16 وطائرات عسكرية أخرى يعتقد أنها ستشارك في الحملة العسكرية على الحديدة، بحسب مصادر في التحالف لبي بي سي. وقال متحدث عسكري إماراتي: "لن تشاهدوا حالة مثل حالة الموصل (في العراق)، إذ أن الطيران دك جميع مباني المدينة وسواها بالأرض". أزمة إنسانية متفاقمة ولكن الغارات الجوية بقيادة السعودية منذ بدء الحرب الأخيرة عام 2015 أسقطت عددا كبيرا من الضحايا في اليمن منذ بدء الحرب، بحسب منظمات حقوقية دولية. ولا يزال الحوثيون يسيطرون على أغلب المناطق اليمنية في الشمال التي فيها أكبر كثافة سكانية منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء عام 2014. وقال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، لبي بي سي إن عدد الغارات الجوية التي نفذت في ثلاثة أعوام وصل 100 ألف غارة، و4500 منها أصابت مدنيين. وأثارت الحملة العسكرية الأخيرة لاستعادة السيطرة على الحديدة مخاوف من سقوط العديد من المدنيين بين قتلى وجرحى فضلا عن وقف تدفق المساعدات الإنسانية عبر ميناء المدينة الحيوي. ولكن مسؤولين في التحالف أكدوا أن الميناء سيبقى مفتوحا أمام المساعدات الإنسانية. ويعتمد ثلثا الشعب اليمني، وتعداده نحو 27 مليون نسمة، على المساعدات الإنسانية، فيما تهدد المجاعة قرابة ثمانية ملايين يمني ويمنية، بسحب تقارير متطابقة من منظمات إغاثة دولية. ويدخل نحو 70 بالمئة من المساعدات عبر ميناء الحديدة.