مهزلة.. فضيحة.. عار..بهدلة.. تعدّدت الأوصاف، واجتمع كل متابعي الكرة من الجزائريين على أن خروج كل المنتخبات العربية من الدور الأول ومن ثاني مباراة دون انتظار المباراة الثالثة من الدور الأول هو إهانة للعرب، بالرغم من الإهانات الحقيقية إنما الصمت المطبق أمام ما يحدث للفلسطينيين والتخلف في جميع المجالات، والجسور المحطمة ما بين مختلف الدول في الخليج والشرق الأوسط والمغرب العربي. وحتى الغائبون عن العرس الكروي من دول عربية كبيرة، لم تقصّر أيضا في البهدلة التي تعرفها الكرة العربية على غرار بقية المجالات، ومنهم المنتخب الجزائري الذي عجز عن الوجود مع 32 منتخبا في العالم يتنافسون، بين من غادر ومن يواصل السفر إلى غاية الدور الثاني وما بعده. بالتأكيد العائد من رحلة عالمية، أحسن من الذي لم يسافر أصلا، وبالتأكيد أن مشاركة الدول العربية الأربع الموصوفة بالعار، سيظل وجودها في موسكو في أرشيفها، وعندما نعلم بأن المملكة العربية السعودية والمغرب وتونس في رصيدها خمس مشاركات مونديالية حاليا، ولا يزيد عدد مشاركات الجزائر في كأس العالم عن أربع، فإننا بالتأكيد دون كل هذه المنتخبات، التي وجدت في روسيا مع أنها خابت وتلقت الخماسيات وما دونها. لقد حققت الجزائر أولى مشاركاتها في كأس العالم بعد عشرين سنة من الاستقلال، وحققت فيها انتصارين وأقصيت بعد اتفاق ألمانيا الغربية مع النمسا على سيناريو مباراة مفبركة، أعادت الجزائر إلى أرض الوطن، وقيل حينها إن الجزائر بلاد كرة ولن تغادر المونديال أبدا، ثم تهيأ لها جيل من اللاعبين المحترفين إلى درجة أن رابطة أبطال أوروبا وأوروبا ليغ للموسم القادم، ستشهد مشاركة ما لا يقل عن 12 لاعبا جزائريا، ومع ذلك عجزت عن اقتطاع تذكرة للمشاركة ضمن الخماسي الإفريقي، والأغرب في ذلك أنها احتلت المرتبة الأخيرة في فوج ضم نيجيريا والكامرون وزامبيا. جزائريون وصفوا ما حدث للسعودية ومصر والمغرب وتونس بالفضيحة، ونجوم الكرة من المحليين عندنا يتوجهون إلى الاحتراف في هذه البلدان، وجزائريون وصفوا الخروج الجماعي للمنتخبات العربية بالمهزلة، وهم لم يسافروا أصلا إلى روسيا.. أليس الغياب عن المونديال أيضا فضيحة؟