حوش الغابة في بلدية أولاد فارس بالشلف، قرية منكوبة بكل المعايير، تشكو ضعف التنمية وتكابد مخلفات النزوح وتفاقم مظاهر البؤس والتخلف، ماتزال منذ ظهورها للوجود تئن تحت وطأة الحرمان والفقر بسبب العزلة والبطالة التي ضربت بأطنابها بين شباب القرية الشبيهة بالمعتقل أو مجمع للموت البطيء. الشروق تحدثت إلى سكان قرية حوش الغابة، فوجدتهم ناقمين ومتذمرين إزاء عجز المسؤولين المتداولين على تسيير شؤونهم، والمشي بها قدما في الاتجاه المعاكس للتنمية، وعدم الاكتراث بانشغالات المواطنين رغم قوة مداخلها. سكان المنطقة هدّدوا بتكسير حاجز صمت وندّدوا بالتهميش الممارس من طرف مسؤولي بلدية أولاد فارس عليهم. السكان عدّدوا جملة من المشاكل التي يتخبطون فيها وعلى رأسها التهيئة الحضرية؛ فالزائر للقرية يعتقد للوهلة الأولي بأنه يقف على أطلال أو أثار مقارنة بوجهها الشاحب الذي تعكسه وضعية الانتشار الفوضوي للقمامات وأكوام مزابل الحيوانات وحالة الطرقات المهترئة وتآكل جدران بيوتها المنسية وغياب نسق عمراني وتناثر بقع بقايا حصى تزفيت شوارعها المحيطة بجدران النباتات الشوكية للهندي والسدرة تخفي ورائها عشرات المباني القصديرية تشاركهم فيها حيواناتهم الأليفة وتوسعات سكنية أخري جارت علي حساب الطرق وقنوات الصرف الصحي. سكان القرية ارجعوا ذلك لغياب السلطات المحلية خلال العهدة السابقة وعدم اكتراثها بما يحدث بالمنطقة،وأكدوا بأنهم لم يستفيدوا من أي مشروع سكني منذ فترة طويلة فيما عدا بعض البناءات الريفية، الأمر الذي أدخلهم في دوامة مشاكل عكرت صفوة حياتهم ودفعتهم للتفكير في إيجاد حلول ترقيعية مستعجلة للخروج من أزمة المشاكل العائلية وإقدامهم على تشييد بيوت قصديرية أو ترابية هشة وتأميمهم للاماكن الخالية والأرصفة والطرق العمومية، فلذا كانت التهيئة والسكن في صدارة مطالبهم الأساسية بقصد وضع حد لتدني منحني تأزم أوضاعهم الاجتماعية،كما انجر عن تردي وضعية الطرقات إدبار المستثمرين الخواص في النقل الجماعي لربط القرية بعاصمة البلدية،مما انعكس ذلك سلبا على تنقل المتمدرسين وحال دون تمكين أولادهم من الإهتمام بالتعليم في الطور الثالث والثانوي بسبب تنقلهم الى بلدية أولاد فارس على مسافة تقارب 20 كم يوميا ذهابا وإيابا فالنقل المتوفر لا يفي حسبهم بمتطلباتهم ويعتمد البقية على السيارات النفعية "الهيليكس ". وما زاد من سخط المحتجين وشباب المنطقة وكبارها انعدام بعض الهياكل القاعدية الفاعلة التي تحمل رمز الدولة ومؤسسات تربوية لمختلف المراحل التعليمية وعيادة متعددة الخدمات ومرافق رياضية وترفيهية وثقافية لاحتواء شباب القرية والتخفيف من حدة معاناة سكانها مقارنة بما دفعوه خلال الحقبة الاستعمارية والعشرية السوداء، الأمر الذي دفعهم برفع أرضية مطالبهم وكلهم تذمر للواقع المرير لاستمرار توسع نزيفهم،بضرورة تدخل الوصايا لتضميد جراحهم وانتشالهم من طوق المعاناة وذلك بتوفير المؤسسات الخدماتية وتجسيد البرامج التنموية الخاصة بشباب القرية التي بقدرتها التخفيف من تنقل المواطنين إلى مقر البلدية لقضائها. كما تشتكي ذات الشريحة من استنزاف ثروات المنطقة خصوصا الرمل الذي يتم تحويله بجهات اخرى بدل تجسيد المشاريع بأراضي قريتهم للتخفيف من حدة البطالة التي عانقت سكانها واستوطنت وأبت مفارقتهم، بحيث تسببت عملية استنزاف الرمال الذهبية تدهور كبير لوضعية مسلكهم الوحيد والحق أضرار بالغة بالمباني المحاذية للمسلك الرئيسي وصعبت من حركة تنقلهم،الأمر الذي دفع ببعض المواطنين الى مطالبة السلطات الولائية بالتدخل لإضافة بند في دفتر الشروط لأصحاب المرملة القيام بالصيانة الدورية لطريقهم.