يعيش سكان "حوش الغابة"التابع لبلدية أولاد فارس بالشلف جملة من المشاكل يكمن أغلبها في انعدام التهيئة و افتقاد المنطقة للمشاريع التنموية التي من شأنها فك العزلة عن السكان بالإضافة إلى البطالة التي أصبحت تضرب بأطنابها على المنطقة مخلفة وراءها شباب في مقتبل العمر يتخبط في مشاكل لا متناهية جعلته يهجر المنطقة بحثا عن لقمة العيش . وأهم مشكل يتعلق باهتراء الطريق الذي يربط هذا الدوار بمركزالبلدية على مسافة تصل إلى 3 كلم، فحسب شهادة الذين تحدثوا عن هذا الموضوع من أبناء دوار، فإن المسلك الذي يربطهم بالعالم الخارجي ترابي، تم فتحة في السنوات الاخيرة، على أساس تعبيده مستقبلا في إطار برامج فك العزلة . إلا أن المقاولة المكلفة بالانجاز آنذاك، لم تكلف نفسها عناء التنقل وجلب التيف حسب المقاييس المتعارف عليها على حد الذين أشاروا إلى أن التيف الذي تم وضعه في المسلك المذكور مغشوش، وهوعبارة عن تربة ممزوجة بالحجارة، تم استخراجها من أحد الاودية القريبة، وهي الحالة التي ساهمت في اختفائه بعد مرور مدة قليلة من انتهاء الاشغال بالمشروع، بفعل السيول الجارفة ومياه الامطار ليبقى أهالي المنطقة من تلاميذ وعمال يجدون صعوبة كبيرة في الالتحاق بمؤسساتهم بمركز البلدية، فهم ناشدوا السلطات المعنية قصد إصلاح الوضع بإعادة وضع التيف بالطريق المشار إليها ، والعمل على تزفيتها، على غرار كامل الطرقات بالولاية، حسب شكوى السكان فالظروف التربوية غير ملائمة لتمدرس أبنائهم فالاكتظاظ وغياب التدفئة أسباب أخرى تدفع بالتلاميذ للكف عن الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية في ظل البرودة القاسية ، نظرا لطبيعة المناخ هناك وتواجدهم في أعالي الجبال والمنحدرات الوعرة . فهم يطالبون ببناء متوسطة أو ملحقة بالقرية لفائدة تلاميذها نظرا للإعداد المتزايد بالقرية و الوافدة من القرى المجاورة، إذ تعيش أغلب العائلات في منازل أقل ما يقال عنها أنها تعكس فترة الاستعمار بالرغم من تمسك هؤلاء بأراضيهم ورفضهم فكرة النزوح أملا منهم أن تدق التنمية يوما قراهم وتخصص لهم السلطات المحلية و تدعمهم لبناء سكنات تعيد لهم كرامتهم . إلا أنها بقيت مجرد انشغالات لم تجد آذان صاغية ، حيث لم تستفد من أي حصة سكنية بحجة أنها منطقة ريفية وسوف يتم تدعيمها ببناءات ريفية في حين لم يستطع سكانها الحصول على الوعاء العقاري للبناء نتيجة محاصرتها بأراضي فلاحيه.و من جهة ثانية فقد أكد السكان لحاجتهم لمركز صحي من شأنه استقبال المرضى والتكفل بالحالات المستعجلة. هذه الوضعية أدت في الكثير من الأحيان لحدوث وفيات في أوساط الحوامل الذين ينقلن من عاصمة البلدية إلى المستشفيات المجاورة و هذا بسبب بعد المسافة، و منهن من يتوفين أو يفقدن موالدهن في الطريق، وفي المقابل أشار محدثونا إلى أن الدوار بحاجة ماسة إلى الاعانات الريفية التي من شأنها وضع حد للمعاناة التي تتكبدها العشرات من العائلات بالمنطقة ، جراء اتخاذ البيوت الطوبية والاكواخ القصديرية مأوى لها فهي لا تتوفرعلى أدنى شروط الحياة على حد تعبير هؤلاء السكان الذين طالبوا بتخصيص حصة من الاعانات الريفية الموجهة للبناء، للقضاء على البيوت الطوبية بدوار حوش الغابة، بالإضافة لافتقاد البلدية للمشاريع التنموية التي من شأنها فك العزلة على مواطنيها الساكنين أغلبهم في مناطق جبلية وعرة و يصعب الولوج إليها إلا عن طريق الدواب حيث عانى أهلها الويلات خلال سنوات الإرهاب و فهم يعانون الفقر و التهميش و التخلف في غياب سياسة تنموية خاصة في الجانب السياحي يمكنها ن تنتشل هذه العائلات من الضياع و الموت البطيء الذي أصبح يهدد شريحة واسعة منهم.