تعرض مكتب بريد بلدية الدبداب الحدودية الواقعة بشمال ولاية ايليزي فجر السبت، إلى عملية سطو مسلح فريدة من نوعها، تم على إثرها سرقة مبلغ مالي كبير يقارب 4 مليار سنتيم. العملية قام بها وحسب مصادر مؤكدة ل"الشروق" ثلاثة أشخاص كانوا ملثمين، قاموا بتسلق السور والدخول إلى مسكن قابض البريد الملتصق بالمركز حوالي الساعة الثالثة صباحا، أحدهم يحمل رشاشا والآخر سكينا، أين وضع أحدهم السكين على رقبة قابض البريد، فيما وضع الآخر الرشاش خلف ظهره، وحسب شقيق قابض البريد للشروق اليومي، فقد تعرض شقيقه إلى الضرب والتهديد بالقتل، أين تم العثور في مسكنه على حبل وكرسي يكون قد تم تقييده إليه، وموقد، إذ هدده المهاجمون بتعذيبه بالحرق، على حد ما علم من المصدر، فيما قاما بإرغامه، حسب المصدر ذاته، على التوجه إلى مكتب البريد وفتح الخزنة، قبل أن يأخذ الجناة الأموال التي قدرت بحوالي 3.8 مليار سنتيم، وقبيل مغادرتهم تلقى القابض ضربة قوية كادت تفقده الوعي، أين لاذوا بعدها بالفرار، فشرع القابض في الصياح طالبا النجدة فسمعه نائبه الذي يقطن بجواره، فحضر وقام بالاتصال بفرقة الدرك الوطني، الذين حلوا فورا بمسرح الجريمة، ليتم تطويق المكان ورفع البصمات، فيما تم فتح تحقيق في الحادثة، ولحد كتابة هذه الأسطر مازال قابض البريد ونائبه عند فرقة الدرك الوطني، من أجل استجوابهما بخصوص عملية السطو، وحسب تصريح شقيق قابض البريد للشروق اليومي، فإن شقيقه الذي كان يتأهب للخروج في عطلة سنوية، كان لوحده في المسكن ولحسن الحظ فإنه كان لوحده في المسكن. وتأتي هذه العملية بعد حوالي أربعة أشهر بعد عملية مماثلة كانت بمركز بريد عين الكورس بضواحي مدينة ايليزي، والتي صرح فيها أنذاك قابض البريد والموظف الذي كان يتولى الشباك، أنهما تعرضا لعملية سطو مسلح من طرف ملثمين أيضا وفي عز النهار، واستولى المهاجمون حسبهما على مبلغ 125.7 مليون سنتيم وقد وجهت ساعتها للاثنين تهم تتعلق باختلاس الأموال والتبليغ الكاذب وغيرها، مع تمسكهما برواية عملية سطو مسلحة. كما تم الاستيلاء على سيارة تابعة لمؤسسة بريد الجزائر من طرف مسلحين مجهولين قبل حوالي سنتين، وذلك على مستوى الطريق الوطني رقم 53، الرابط بين الدبداب وان امناس. وقد أثارت حادثة السطو هذه العديد من التساؤلات من طرف المواطنين في بلدية الدبداب، وهي لماذا لا يتم توظيف أعوان أمن لمكاتب البريد؟ وهل كان نظام الإنذار يعمل أو لا؟.. القضية للمتابعة.