علمت "الشروق اليومي" من مصادر مؤكدة أن شرطة الحدود بمطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة أوقفت صباح أمس مسافرا نيجريا قادما من عاصمة النيجر "نيامي" بحوزته 730 غراما من مادة الكوكايين المخدرة، من النوع الصلب، كان يحاول تهريبها إلى العاصمة الإسبانية مدريد، ويعتبر الكوكايين الصلب أكثر أنواع الكوكايين خطورة في العالم، وأغلاها ثمنا على الإطلاق. حيث يقدر ثمن الغرام الواحد من مادة الكوكايين السامة ب 1 مليون سنتيم مما يعني أن قيمة كمية الكوكايين التي تم حجزها بمطار هواري بومدين صباح أول أمس تساوي 730 مليون سنتيم، ونظرا لغلاء سعر مادة الكوكايين في العالم، فإن هذا النوع من المخدرات يستهلك فقط من طرف المدمنين الأثرياء الذين يملكون المال للحصول عليه سواء في الجزائر أو في باقي دول العالم نظرا لغلاء ثمنه. المسافر النيجري تم توقيفه في حدود الساعة العاشرة من صباح أول أمس عندما جاء إلى مطار هواري بومدين قادما من مطار نيامي بالنيجر ليأخذ الطائرة المتوجهة نحو مدريد، مرورا بمطار هواري بومدين وأثناء تفتيشه من طرف شرطة الحدود عندما كان يهم ركوب الطائرة المتوجهة إلى مدريد على متن الرحلة رقم 20 ah 06 التي تنطلق على الساعة العاشرة وخمس دقائق صباحا عثر عون شرطة الحدود الذي كان يقوم بتفتيشه على كبسولتين من الكوكايين الصلب مخبئتين في حزامه، وعندما هم عون شرطة الحدود بالتبليغ عنه، طلب منه المسافر النيجري السكوت وعدم التبليغ عنه مقابل مبلغ معتبر من المال، عرضه عليه كرشوة لإغرائه وشراء سكوته، لكن عون شرطة الحدود رفض وبلغ عنه، وعندما قامت الشرطة بتوقيفه وأخذه للتفتيش وأثناء استجوابه اعترف الرعية النيجري بأنه بلع كمية كبيرة من المخدرات من نوع الكوكايين كذلك لكي يهربها إلى مدريد، وعندما يصل إلى هناك يخرجه من بطنه، مما دفع شرطة الحدود إلى إجراء الأشعة له ليعثروا في بطنه على 730 غراما من مادة الكوكايين الخطيرة، وهي طريقة تعتمد عليها الشبكات المافيوية الدولية المحترفة في تهريب المخدرات. ونظرا لخطورة القضية واحتمال أن تكون له صلة بشبكات تهريب الكوكايين الدولية تم تحويله إلى الشرطة القضائية التابعة لأمن ولاية الجزائر. ويعتبر حجز الكوكايين في مطار هواري بومدين وبهذه الكمية الكبيرة سابقة خطيرة في تاريخ المطارات الجزائرية، حيث تشير إحصائيات الدرك الوطني إلى أنها تمكنت سنة 2006 من حجز 7.77 كيلوغرام من مادة الكوكايين المخدرة على مراحل في عدة عمليات متفرقة، في حين لم يتم حجز سوى 66.55 غراما من نفس المخدر سنة 2005، خلال عمليات متفرقة، أما الهيروين الذي يعد ثاني أخطر أنواع المخدرات في العالم بعد الكوكايين، فقد حجزت نفس المصالح كمية تقدر ب 25 غراما السنة الماضية خلال عدة عمليات متفرقة. وقد توصلت التحريات التي قامت بها فرق الأمن والدرك الوطني بالجزائر إلى أن كميات الكوكايين والهيروين المتداولة في أوساط المدمنين الجزائريين تعتبر كميات ضئيلة مقارنة بمادة القنب الهندي المخدرة، غير أنها أكثر خطورة من القنب الهندي، كما توصلت التحريات إلى أن الأفارقة وفي مقدمتهم الرعايا القادمين من النيجر هم الذين يدخلون الكوكايين والهيروين للجزائر، لأن بيع الغرام الواحد من هذه المخدرات الثقيلة والقاسية يوفر لهم تكاليف الإيواء والتنقل نحو أوروبا. وكشفت التحريات السابقة أن هناك شبكة تنشط في كولومبيا عبر فنزويلا ولها وجود في المغرب، تقوم بتهريب الكوكايين من أوربا انطلاقا من الجزائر، وقد سبق وأوقفت مصالح الدرك الوطني نهاية شهر جانفي الفارط شخصا له صلة بهذه الشبكة كان يساعدها على تمرير الكوكايين عبر الموانئ الجزائرية، وقد قامت مصالح الجمارك الإسبانية بحجز حاوية تحمل أدوات ترصيص وعتاد خاص بالحمامات، تحوي بداخلها طن من الكوكايين بمدينة برشلونة، كانت متوجهة نحو ميناء الجزائر العاصمة. جميلة بلقاسم:[email protected]