تعرف أسعار الأضاحي بأسواق الماشية بتمنراست أياما قبل عيد الأضحى، ارتفاعا جنونيا مقارنة بالعام الماضي، حيث تجاوز سعر الكبش الإفريقي المعروف محليا باسم "سيدوان"، من الحجم المتوسط سعر أربع ملايين سنتيم، وهو سعر ليس في متناول الجميع، حيث عبر عدد من المواطنين عن سخطهم، من جشع الموالين في فرض أسعار خيالية، مستغلين فرصة العيد لرفع الأسعار، خاصة أنه قبل شهر كانت الأسعار مقبولة، لكن عامل المضاربة جعل الأسعار تقفز إلى مستويات قياسية، وهي تقريبا نفس أسعار الخرفان المحلية، التي تعتبر لحومها أحسن جودة من الكباش الإفريقية، حسب أحد الجزارين بسوق تغزي للماشية بعاصمة الولاية. وعبر العديد من المواطنين بولاية تمنراست عن غضبهم من صمت السلطات المحلية، وعدم فرض منطقها من أجل إعادة الاستقرار إلى سوق الماشية، من خلال فرض رقابة على عملية إدخال الماشية من البوابة الحدودية الوحيدة على مستوى عين قزام، وإلزام التجار إظهار فواتير الشراء. أحد المواطنين تساءل عن فائدة تشجيع الدولة لتجارة المقايضة إذا كانت أسعار السلع المستوردة في متناول الجميع. وأمام ظاهرة جشع التجار، طلب الجميع من سكان الولاية ضرورة وقف عملية الاستيراد من دول الساحل، والتوجه نحو جلب الماشية من دولة السودان، في ظل تدني الأسعار هنالك، من جهتهم، أرجع تجار بيع الماشية بسوق تمنراست ارتفاع أسعار الأضاحي هذه السنة من السلالة الإفريقية المعروفة محليا ب"سيداون"، إضافة إلى الظروف المناخية الصعبة وحالة الطرقات جراء الأمطار التي عرفتها المنطقة، ما رفع سعر النقل إلى النصف، إضافة إلى غلاء الوقود بالدول الإفريقية، هذه الوضعية أجبرت تجار المقايضة الجزائريين على اقتناء الوقود من الدول الإفريقية مقابل 5 فرنكات إفريقية للتر خلال رحلة العودة إلى التراب الجزائري، لكن بعض المصادر من العاصمة المالية كشفت الحقيقة أن سعر الكبش هناك لا يتجاوز عشرة آلاف دينار جزائري، وأن أرباح التجار مضاعفة، لكن غياب المنافسة والمضاربة جعل الأسعار ليست في متناول الجميع، والمطلوب تدخل الدولة لحماية المستهلك.