اهتزت الباهية وهران فجر هذا الأحد، تحديدا بحي الياسمين 2 على وقع جريمة قتل شنعاء، راحت ضحيتها مرة أخرى البراءة، ممثلة في الطفلة سلسبيل زحاف، صاحبة الثماني سنوات، التي تعرضت حسب ما توفرت عليه الشروق من معلومات أولية، لعملية اختطاف متبوع باغتصاب ثم القتل على يد جارها القاصر صاحب ال17 سنة، والذي يقطن بنفس العمارة التي تسكن فيها عائلة الضحية. "الشروق" خلال تنقلها إلى بيت عائلة زحاف، زوال أمس وجدت صعوبة كبيرة، للوصول إلى مسكن الأسرة، بالنظر للحشود الكبيرة، للمعزين من جيران وأقارب الطفلة المغدور بها، الكل تحت الصدمة والكل يطالب بأعلى صوت بضرورة تفعيل قانون الإعدام، للقصاص من المجرمين الذين لم توقفهم دموع الأمهات ولا جروح الآباء في تنفيذ مخططات شيطانية، والجري وراء نزوات حيوانية عابرة تنتهي بارتكاب أشنع الجرائم. خرجت لشراء السكر فلم تعد! أول من تمكَّنا من الوصول إليه، خال الضحية الذي تحدث بكل لوعة عن الصدمة الكبيرة، التي ألمت بالعائلة ولم يكن ينتظرها أحد خاصة ونحن على أعتاب عيد المغفرة والتآخي، صرَح قائلا "ابنة أختي سلسبيل طفلة هادئة وخجولة، ومجتهدة في دراستها، أنهضتها والدتها من فراشها طالبة منها ،اقتناء كيلوغرام من مادة السكر، لتحضير قهوة الصباح من أحد المحلات القريبة من البيت ومنحتها قطعة معدنية من فئة 100 دينار، في حدود التاسعة ونصف صباحا، غير أن غيابها طال عن المنزل، الأمر الذي حير الجميع وما هي سوى لحظات حتى أعلنت صفارات الإنذار وانطلقت رحلة بحث طويلة، شارك فيها كل أبناء الحي أطفالا وشيوخا، إلى أن تم العثور عليها جثة هامدة، في حدود الثانية صباحا". في مجمل حديثها الذي تخللته الدموع والآهات، ذكرت عمة الطفلة سلسبيل أن الجاني المفترض الذي ينحدر من عائلة معروفة بأبنائها المسبوقين قضائيا حيث سبق لأحدهم أن تورط في جريمة قتل ويقبع حاليا بالسجن، وهو ما دفعه لارتكاب جريمة شنعاء، حين حول طريقها، واغتصبها عنوة، ثم خنقها إلى حد الموت، حتى لا ينكشف أمره، ليخفيها داخل كيس بلاستيكي أسود مخصص لجمع النفايات، في مكان غير بعيد عن الحي، والأكيد أنه فعل كل ذلك تقول عمة الضحية تحت تأثير المهلوسات، فإلى متى نبقى نعد ضحايانا من البراءة ألم يحن وقت تنفيذ قانون الإعدام لكبح جماح الظاهرة المشينة؟؟ "القاتل ظل يبحث معنا عن سلسبيل والله فضحه" من جهتها، شقيقة الفقيدة سلسبيل، ذكرت أن الجاني، ظل طيلة ساعات البحث متضامنا معنا، ويقبل جبين والدتي ويقول لها إنهم سيجدونها، وهي كلها طرق وحيل لإبعاد عنه الشبهة، لكن كما يقول المثل يا قاتل الروح وين تروح، فقد تمكن بعض الأقارب بعد العثور على الكيس الذي وضعت فيه أختي، من الإيقاع بالجاني من خلال مساءلته والضغط عليه، إلى أن انهار أمام الأسئلة واعترف بأنه الفاعل، ليتم اقتياده إلى مصالح الأمن. وقد أفاد بعض جيران الضحية بأن الجاني الذي ينحدر من عائلة أفرادها من المسبوقين قضائيا، في جرائم قتل، قام بخنق الطفلة، بعد مقاومته له، ويظهر ذلك على وجهها الذي أصيب حسب شهادة والدتها المصدومة بكدمات وجروح وآثار خنق، زيادة على تلون النصف العلوي للوجه بالأزرق، وقد طالب كل المعزين الذين شيعوا جثمان الصغيرة إلى مثواها الأخير بمقبرة العين البيضاء، بضرورة تنفيذ حكم الإعدام الذي تم تجميده منذ سنوات حتى يضع حد لهاته الظاهرة المخزية التي أرعبت المجتمع الجزائري ونزعت الثقة بين أفراده. والجدير بالذكر أن خلية الأمن لولاية وهران، لم تنشر بيانا رسميا بعد، لتفصيل وقائع الجريمة.