يعاني مستشفى حاسي مسعود وخلال سنوات عديدة من عدة نقائص فيما يتعلق بانعدام الأطباء الأخصائيين وكذا بعض العمال المهنيين، على غرار عمال التخدير، إذ شكل غيابهم بهذا المرفق الحيوي معاناة كبيرة لمرضى وسكان مدينة حاسي مسعود بصفة عامة، وهذا لأسباب عديدة منها انعدام توفر السكن الوظيفي لهم، هذا الأخير الذي مازال مطروحا ليومنا هذا، ما أدى إلى تأزم الوضع. أكد مدير مستشفى حسين آيت أحمد بحاسي مسعود في تصريح ل"الشروق" أنه ينتظر مع بداية شهر سبتمبر الداخل التحاق 10 أطباء أخصائيين لذات المستشفى في إطار توجيههم من طرف الوزارة الوصية بعد نجاحهم في عمليات التوظيف شهر جوان المنصرم، حيث سيزاولون الخدمة المدنية لمدة سنتين، بعد نهاية الإضراب العام للأطباء المقيمين طيلة السبعة أشهر الأخيرة، وستشمل هذه الاختصاصات منصبا واحدا في طب جراحة الأطفال وثلاثة مناصب في طب التوليد ومنصبين في العظام ومنصبين في الطب العام. مضيفا أنه فيما يتعلق بالخدمات الوظيفية فإن منصب طب التوليد متوفر لكن في مقابل ذلك المناصب الأخرى غير متوفرة، وهو ما يستدعي تدخل السلطات المحلية وتضافر الجهود من طرف الجميع، من أجل معالجة هذا الإشكال بصفة نهائية لصالح مرضى وسكان المنطقة ككل، علما أن هذا الإشكال والمتعلق بانعدام الإيواء والسكن الوظيفي للأطباء مازال مطروحا، وهو السبب الرئيسي لعزوف الأطباء من الالتحاق بالمنطقة خلال السنوات الماضية إلى يومنا هذا. وفي سياق ذي صلة أكد محدثنا أنه فيما يخص نقص بعض العمال المهنيين وعلى رأسهم عمال التخدير، والذي كان مطلبا شعبيا في السنة الماضية على غرار الأطباء الأخصائيين، فقد تم حل هذا الإشكال، حيث تم توظيف عونيّ تخدير منذ 3 أشهر. ومعلوم أن سكان حاسي مسعود قاموا منذ أزيد من سنة بتنظيم وقفات احتجاجية واسعة بالمدينة بسبب تردي الأوضاع بمستشفى المدينة، خاصة بعد وفاة شاب بحي 1800 مسكن، حيث اتهمت عديد الجهات آنذاك بغياب عمال التخدير بالمستشفى وهو ما ساهم في نزيف حاد للشاب بعد نقله إلى المستشفى، حيث توفي في الطريق وهو متوجه لولاية ورقلة على جناح السرعة، وغيرها من الحالات المستعجلة والتي في كل مرة يتم نقلها من مستشفى حاسي مسعود نحو ورقلة وتقرت طيلة السنة من أجل العلاج نتيجة النقص المسجل والمستمر بذات المستشفى في عمال التخدير وكذا الأطباء الأخصائيين.. وبحسب بعض الجهات بمدينة حاسي مسعود فقد أكدت للشروق في وقت سابق بتحسّن نوعي في تقديم الخدمات الصحية والتسيير العام لإدارة المرفق، لكن المشكل المطروح في كل مرة هو صعوبة الاستجابة للنقائص المسجلة والتي يتم طرحها من إدارة المستشفى في عديد المرات على المصالح المعنية، على غرار مديرية الصحة بولاية ورقلة وكذا الوزارة الوصية. وهو الأمر الذي أكده مدير المستشفى على غرار النقائص المسجلة بالمستشفى والتي تم طرحها بعد المحاولات المتكررة، إذ استجابت لبعضها السلطات المحلية وعلى رأسها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، فيما تبقى أخرى في الانتظار إلى أجل غير مسمى، علما أن مستشفى حاسي مسعود أصبح غير قادر على استيعاب كل الحالات المستعجلة بسبب تزايدها بشكل كبير خاصة أن المنطقة صناعية، يقصدها مئات عمال المؤسسات النفطية الناشطة بتراب المنطقة، حيث تزداد الحالات الاستعجالية من عمال هذه الشركات بشكل يومي، ما يستدعي إعادة النظر في عملية توسيع المستشفى أو إنشاء آخر يكون كافيا لاستيعاب كل الحالات المتزايدة بمنطقة تعد من أكثر المناطق الصناعية على المستوى الوطني.