نقص في الأخصائيين وغياب جهاز السكانير يضاعف من متاعب المرضى يعاني المرضى المتوجهون إلى مستشفى محمد بناني ببلدية رأس الوادي من النقص المسجل في الأطباء الأخصائيين بمصالح حساسة ، ما أثر يشكل كبير على نوعية الخدمات الصحية المقدمة ، خصوصا في الفترة الأخيرة، التي شهدت مغادرة 03 أطباء لعدة اعتبارات ، منها الطبيبة المختصة في التخدير بمصلحة الجراحة التي توجهت الى ولاية بسكرة لأسباب عائلية ، بالإضافة الى توقيف الطبيب المختص في طب النساء و التوليد و كذا افتقار مصلحة أمراض الكلى لطبيب مختص . النقص المسجل أنعكس ،حسب المواطنين على المرضى بالسلب ، ما دفع بالكثير منهم بالتوجه في حالات حرجة إلى مستشفى بوزيدي الولائي و كذا مستشفى سطيف على مسافات بعيدة لتلقي العلاج ، فيما يجد بعض المواطنين أنفسهم مجبرين على التوجه إلى المصحات الخاصة و تكبد تكاليف العلاج الباهظة ، خاصة في العمليات الجراحية الدقيقة التي تتطلب عناية مكثفة تفتقر إليها معظم المؤسسات الإستشفائية العمومية ، و كذا بالنسبة للنساء الحوامل ،اللائي يجدن صعوبات في وضع حملهن . مرضى الكلى من جهتهم اشتكوا من افتقار المصلحة لطبيب مختص ، رغم تواجد أزيد من 40 مريضا بالمصحة و توفرها على التجهيزات اللازمة منها 12 جهاز للتصفية و تدعيمها مؤخرا بجهازين ، غير أن هذه التجهيزات تبقى غير مجدية في الحالات الاستعجالية في ظل الافتقار لطبيب مختص ، ما أدى في الكثير من المرات الى تحويلهم نحو المستشفيات المجاورة . و يعرف مستشفى محمد بناني إقبالا كبيرا من طرف سكان بلديات دائرة رأس الوادي و البلديات المجاورة ، حيث تشهد مختلف المصالح اكتظاظا يوميا للمرضى مع العلم أن بلدية رأس الوادي تعد ثاني أكبر تجمع سكاني بعد عاصمة الولاية ، و رغم ذلك يبقى المستشفى يفتقر لجهاز سكانير الذي أصبح من بين أهم مطالب سكان المنطقة بالإضافة الى تدعيم مختلف المصالح بأخصائيين لإعفائهم من متاعب التنقل الى مستشفى بوزيدي الولائي الذي يعاني هو الأخر من الاكتظاظ و تعطل جهاز السكانير في الكثير من المرات . من جهة اخرى تعرف بناية المستشفى المشيدة منذ سنة 1985 بالبناء الجاهز من طرف مقاولة بلجيكية تضررا و تصدعا للجدران و الأرضية ، و هو ما يظهر جليا في مصلحة حفظ الجثث التي تعرف أرضيتها تحدبا بسبب انزلاق التربة ، ما أدى الى انهيار مستوى الأرضية ببعض غرف العلاج و المصلحة المذكورة الى أزيد من 20 سنتيمتر ، و حسب مصادر من داخل المستشفى فإن مدة صلاحية البناية قد تجاوزت الآجال المحددة بسبع سنوات ، على اعتبار أن البناء الجاهز لا يمكن أن يتجاوز 20 سنة خصوصا في البنايات الحساسة كالمستشفيات التي تعج يوميا بالمرضى و قد تهدد سلامتهم . مديرة المستشفى اعترفت من جهتها بالنقص المسجل في الأطباء الأخصائيين مرجعة ذلك إلى مغادرة الطبيبة المختصة في التخدير و الإنعاش لأسباب عائلية طارئة ، و بالمقابل من ذلك اكدت على تكفل أعوان التخدير بمعظم العمليات الجراحية إلا في الحالات الحرجة للمرضى التي تتطلب التخصص ، أما عن الأخصائي في طب التوليد فأشارت الى توقيفه بقرار وزاري لأسباب انضباطية ، مشيرة الى مساعيها الى جانب مديرة الصحة لجلب أطباء أخصائيين قصد تغطية العجز المسجل ، حيث تم فتح منصبين في طب التخدير لتدعيم مصلحة الجراحة الى جانب استفادة المستشفى مؤخرا من جهاز أشعة رقمي ذو جودة عالية و تقنية حديثة في انتظار التدعيم بجهاز السكانير . و بالمقابل من ذلك اكدت ذات المديرة على توفير 07 سيارات إسعاف لنقل المرضى في الحالات المستعجلة ، و تحويلهم الى المستشفى الجامعي بسطيف و كذا مستشفى البرج . أما عن تجاوز مدة صلاحية البناية فأشارت الى أنها ليست بالخطورة البالغة ، بالنظر الى عمليات الصيانة و أعادة تهيئة مختلف المصالح و تدعيم أساستها على غرار أجنحة طب النساء و الرجال فضلا عن تهيئة دورات المياه و الاعتناء بأشغال الترصيص كونها تعد المتسبب الرئيسي في تضرر البنى التحتية للبناية .