دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس الجزائريين إلى الالتفاف حول نداء الرئيس بوتفليقة لتأسيس "جبهة شعبية" ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تنتظر البلاد، في حين أكد أن النفايات المنتشرة بالشوارع وراء تفشي وباء الكوليرا مؤخرا، قائلا "الكوليرا لا تعود لأسباب صحية وإنما ترتبط بنظافة الشوارع"، وذهب أبعد من ذلك قائلا أن مكافحة الوباء ليس مسؤولية الحكومة أو وزارة الصحة، بل تقع على عاتق المجتمع ككل حسبه. وقال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، أن نداء رئيس الجمهورية لتأسيس "جبهة شعبية" أمر "ضروري وملح" أمام التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها البلاد، مشيرا إلى أنه "لا نية للحزب لتزعم هذه المبادرة". وفي ندوة صحفية نشطها عقب اجتماع المكتب السياسي للحزب، اعتبر ولد عباس أنه "أمام التحديات والمخاطر والغليان السياسوي" الذي تشهده البلاد فإنه من الضروري تأسيس هذه الجبهة الشعبية الصلبة التي دعا إليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "للحفاظ على المكاسب المحققة منذ الاستقلال وبالخصوص خلال ال20 سنة والاستقرار والأمن والطمأنينة". وكان رئيس الجمهورية قد دعا في رسالته بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهي 20 أوت إلى بناء "جبهة شعبية قوية لضمان استقرار الجزائر وصمودها في وجه جميع المناورات الداخلية وكل التهديدات الخارجية"، وإلى التجند لكي يستمر البناء وتسخير جميع القدرات ببلادنا محذرا من "الأزمات الخارجية التي تدور على حدودنا المثقلة بمخاطر الإرهاب المقيت وشبكات الجريمة المنظمة". وقال ولد عباس بهذا الخصوص أن الجزائر بالإضافة إلى المخاطر الخارجية التي تحدق بها لاسيما على الحدود الجنوبية، هناك أطراف من الداخل تحاول تشويه كل ما ينجز بالبلاد. وأوضح أن حزب جبهة التحرير الوطني الذي يتبنى مبادرة الرئيس "لا نية له في ترأس هذه الجبهة أو تزعمها، بل هو تنسيق جماعي"، مشيرا أنه إلى حد الآن "يوجد 26 ما بين حزب سياسي ومنظمة اتصل بالحزب" بخصوص هذه المبادرة. وكشف بهذا الخصوص أن الحزب بصدد إعداد "مشروع تمهيدي لميثاق شرف هذه الجبهة"، وعلى صعيد آخر حث المكتب السياسي خلال اجتماعه كل أمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية للحزب وكل المنتخبين على جعل عملية انتشار الحزب فرصة للتلاحم أكثر مع مختلف شرائح المجتمع لاستقطاب المزيد من المناضلين. أما بخصوص تفشي في الأيام الأخيرة لوباء الكوليرا، نوه المكتب السياسي للحزب بالمجهودات الجبارة التي يبذلها مستخدمو الصحة لاحتواء الوباء والتكفل بالمصابين، داعيا منتخبي الحزب إلى مضاعفة الجهود والتعاون مع مختلف الفاعلين للسهر على نظافة المحيط، قائلا أن "انتشار الكوليرا مرده إلى القاذورات والنفايات المتواجدة في الشوارع، وهي قضية نظافة وليست مسألة طبية". وعاد ولد عباس إلى إثارة قضية حجز 701 كلغ من الكوكايين في وهران، متهما المغرب بمحاولة إغراق الجزائر بالمخدرات، مصرحا "جيراننا من الغرب سامحهم الله وما نظن انه سيغفر لهم، غرقونا بالمخدرات"، لتتحول الجزائر حسب ولد عباس من بلد عبور للمخدرات إلى بلد استهلاك.