يعتبر حي الرملي بمنطقة من أكبر الأحياء القصديرية ليس فقط بالعاصمة بل عبر الوطن، حيث يتواجد به أزيد من 2000 عائلة، تعاني الويلات أزيد من أربعين سنة، فقاطنوه ينحدرون من 48 ولاية، فحي الرملي الذي يقع بمنطقة السمار في جسر قسنطينة، يخفي بين ثناياه معاناة كبيرة للعائلات وتفشيا خطيرا لظواهر اجتماعية نجمت عن الظروف القاسية لسكان الحي. "الشروق" زارت حي الرملي من أجل الوقوف لمعاناة نتجت إثر معاناة اليومية لساكنيه عائلات تقطن في بيوت قصديرية أشبه باسطبلات الخيول مشيدة بقطع من الحديد والقصدير التي أتى عليها الصدأ لا تقي من الشتاء ولا تحمي من حر الصيف، فكشف لنا عمي محمد الذي يقطن في الحي منذ 33 سنة أن السكان أصيبوا بالعديد من الأمراض المزمنة بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة المفرطة، وكذلك انتشار الواسع لمختلف الحيوانات الضارة بالمحيط كالأفاعي والفئران، أما عن الروائح الكريهة حدث ولا حرج فهي تملأ المكان. طلبنا من عمي محمد إطلاعنا على طريقة عيش السكان، ووسائل كسب رزقهم، فحدثنا أن بعض السكان لجؤوا إلى أساليب غير شريفة، كالسرقة والتسول، أما عن الشعوذة فحدث ولا حرج فتجد العديد من الزبائن الذين يأتون من مختلف الأماكن لزيارة "القزانات" اللواتي يملأن الحي، أما عن المخدرات فهي منتشرة بكثرة في أوساط الشباب. مواطنون آخرون من أبناء الحي، كشفوا لنا وجود أمور فظيعة، سببها انتشار المخدرات، وأخبرونا أن البعض صار يلجأ للسرقة والاعتداء لتحصيل ثمن المخدرات، التي بات لا يمكنه الاستغناء عنها. وتلقى الظواهر السلبية من تعاط للمخدرات واتجار بها وكذا الشعوذة استهجانا كبيرا من غالبية السكان المحافظين، فكما قال أحدهم "صحيح نحن زوالية لكن عندنا النيف ولا نحب أن نعيش في وسط موبوء". أما عن تجارة الخردة المنتشرة في الحي، فيقول محدثونا، إن الكثير من السكان، يعيشون على هذا النشاط، فكل شي يباع، النحاس، البلاستيك وكذا بقايا الحديد، فأسلاك النحاس تباع بسعر 300 دينار للكيلوغرام والبلاستيك ب50 دينارا والحديد ب500 دينار، ونحن نغادر حي الرملي داهمتنا نظرات منكسرة لمن صادفنا من سكانه، وهم يقولون بلسان الحال "متى يأتي الفرج؟".