لا يزال مسلسل التصفية الجسدية، للرعايا الجزائريين بمدينة مرسيليا الفرنسية، متواصلا في ظلّ الصمت المطبق من طرف الجهات الرسمية تجاه ما يحدث، حيث سقط ليلة الأربعاء، ضحية آخر على الأراضي الفرنسية، يدعى “برنوق لحسن” البالغ من العمر 42 سنة، والمنحدر من مروانة بولاية باتنة، بعد أن وجه له مجهولون وابلا من الرصاص. الحادثة وبحسب ما ذكرت مصادرنا وقعت في المقاطعة 15 بمدينة مرسيليا عندما باغت ملثمون الضحية بإطلاق وابل من الرصاص عليه، ليسقط إثرها أرضا غارقا في دمائه، فيما تمكن الجناة من الفرار على متن سيارة من نوع “بيام دابليو” رصدتها كاميرات المراقبة، وتحدثت مصادرنا أن ما لا يقل عن 20 طلقة كاملة من سلاح ناري نوع “كلاشينكوف” استقرت في جسم الضحية، الذي تم نقله إلى مستشفى المدينة في محاولة لإنقاذ حياته من طرف الأطباء، لكنه فارق الحياة متأثرا بتلك الطلقات القاتلة. من جهتها، الشرطة الفرنسية سارعت إلى فتح تحقيق في هذه الجريمة التي تعتبر الثالثة من نوعها في ظرف ثلاثة أيام فقط، والتي تستهدف الرعايا العرب المقيمين بمرسيليا، بعد جريمة قتل الكهل سناني كمال المنحدر من مدينة عنابة الأسبوع الماضي رميا بالرصاص، وبعد جريمة قتل شاب تونسي متزوج من جزائرية تنحدر من ولاية خنشلة بنفس الطريقة، ما جدد الخوف والهلع وسط أفراد الجالية العربية وخاصة منهم الجزائريين الذين سقط منهم ما لا يقل عن 12 شخصا برصاص العصابات منذ مطلع السنة الجارية. بالموازاة مع صمت الجهات الرسمية وفي مقدمتهم مسؤولو القنصلية الجزائرية والبرلمانيون، الذين لم تحركهم الاعتداءات المتكررة على أفراد الجالية الجزائري المقيمة في فرنسا، ولا حتى محاولتهم معرفة نتائج التحقيقات التي تقوم بها الشرطة الفرنسية عقب كل عملية اغتيال. وكان المرحوم “برنوق لحسن” المعروف بين أفراد الجالية “بالشاوي” الضحية رقم 12 في سلسلة الاغتيالات التي تستهدف الرعايا الجزائريين في فرنسا، منذ مطلع السنة الحالية، قد تنقل إلى ألمانيا مطلع تسعينيات القرن الماضي، واستقر فيها مدة 6 سنوات، قبل أن يسافر إلى فرنسا، التي فضل الاستقرار فيها بعدما فتح كشكا لبيع التبغ وقاعة للألعاب، بالشارع الرئيسي، للمقاطعة 15 بقلب مدينة مارسيليا، إلى غاية ليلة أول أمس، أين تم اغتياله رميا بالرصاص عندما كان بصدد امتطاء سيارته والعودة إلى منزله. وقررت عائلة الضحية، حسب مصادر الشروق اليومي، دفن لحسن بمقبرة المسلمين بمدينة مارسيليا غدا الجمعة، عكس بقية الجزائريين الذين نقلت جثثهم إلى الجزائر.