شكلت صور وفيديوهات الفيضانات التي اجتاحت ولاية تبسة، الأربعاء، هلعا وصدمة لدى المواطنين الذين تابعوا باهتمام كبير مخلفات “الطوفان” على مواقع التواصل الاجتماعي الذي تسبب في خسائر مادية معتبرة ما دفع السلطات الوصية إلى تشكيل خلية أزمة تتقاسمها عدة وزارات. وقبل فيضانات تبسة شهدت ولاية وهران اضطرابا جويا عنيفا تسبب في هلع وسط السكان الذين أمطرت عليهم السماء حبات برد أشبه بالحجارة ما تسبب في سد الطرقات وغرق الأنفاق وشل حركة المرور، ومع تأكيد مصالح الأرصاد الجوية لاستمرار الاضطراب الجوي وتجدده خلال الأيام القادمة أبدى الكثير من المواطنين تخوفهم من تكرار سيناريو الفيضانات خاصة مع انسداد أغلب المجاري المائية التي لم يتم تنظيفها منذ بداية موسم الاصطياف في العديد من البلديات، وهذا ما دفع مكاتب النظافة والتطهير في الكثير من البلديات إلى الشروع في حملات لتطهير الأودية والبالوعات وتهيئة الطرقات لتفادي أي كارثة محتملة. ومن جهتها بادرت العديد من جمعيات الأحياء إلى تنظيف المجاري المائية على مستوى أحيائها بعدما تسببت الأمطار التي تهاطلت على العاصمة خلال الأيام الماضية في غرق الكثير من الأحياء بسبب انسداد البالوعات. وككل عام تصدر وزارة الداخلية والجماعات المحلية تعليمات صارمة للولاة والأميار بضرورة الشروع المبكر في تطهير الأودية والمجاري المائية قبل حلول فصل الخريف المعروف باضطراباته الجوية المفاجئة وهذا تفاديا لأي كارثة محتملة، غير أن الكثير من الأميار دخلوا في سبات عميق ولا يستفيقون إلا على هول الفيضانات والكوارث. وتجدر الإشارة إلى أن الفيضانات التي شهدتها ولاية تبسة تسببت في هلاك طفل يبلغ 5 سنوات من العمر، بالإضافة إلى خسائر مادية معتبرة، حيث غمرت المياه عديد السكنات بعدما وصلتها سيول جارفة في كل من شارع هواري بومدين وطريق عنابة وحي باب الزياتين وطريق قسنطينة ووسط المدينة وحي المرجة وغيرها. وقد تدخلت فرق الحماية المدنية على الفور لضخ المياه التي غمرت المنازل ومداخل العمارات خاصة عبر الأحياء الشعبية. وأكد المقدم صادق دورات من الحماية المدنية بالتبسة، أن عملية ضخ المياه متواصلة مؤكدا عدم تسجيل أي وفاة جديدة ما عدا الطفل الصغير.