فيضان واد أوشايح وواد "الحميز" يحدثان هلعا كبيرا انسداد البالوعات والمجاري المائية سيناريو يتكرر كل شتاء حالة من الرعب تخيم على سكان الأحياء الهشة والقاطنين في بيوت آلية للانهيار بسبب الأمطار المتساقطة التي أحدثت ارتباكا كبيرا لدى هذه العائلات التي تفقد في كل موسم شتاء شخصا من أفراد العائلة، أمام سياسة التجاهل واللامبالاة التي تفرضها السلطات المحلية عليهم. فقد عاش سكان الأحياء القصديرية والبنايات الهشة بالعاصمة، أمس، حالة استنفار قصوى بعدما غمرت مياه الأمطار المتساقطة طيلة الليل منازلهم، كما حدث بحي ‘"النخيل" و«باب الوادي" والدار البيضاء، حيث أجبر السكان على إحداث ثقوب في الجدران لإخراج المياه التي غمرت بيوتهم، في حين تسبب فيضان وادي أوشايح ووادي "الحميز" في غمر بيوت حي ‘'فصبار دبروني'' والحميز بالمياه، مما جعلهم يخرجون إلى الشارع خوفا من إحداث أي كارثة لا تحمد عقباها. نفس الشيء قام به سكان حي بوبصيلة بوروبة، فالوضعية ذاتها التي عاشها سكان الأحياء القصديرية بحي بوفريزي ببوزريعة وحي الرملي بالسمار وحي ‘'سانكوري'' ببوروبة، حيث عاش قاطنو الأحياء ليلة بيضاء، حتى إن العديد منهم فضلوا المبيت في العراء تحت المطر خوفا من الموت غرقا داخل بيوتهم. كما أكد العديد من سكان القصبة وباب الوادي وديصولي ببوروبة والمرجة بالدار البيضاء والحميز بباب الزوار أنهم باتوا يخافون من تساقط الأمطار نظرا إلى تكرار الأحداث المأساوية التي تخلف في كثير من الأحيان ضحايا نتيجة انهيار منازلهم فوق رؤوسهم. وقد شهدت العديد من الأحياء السكنية، على غرار حي لاڤلسيار بباش جراح وحي ديصولي ببوروبة، حالة من الذعر والفزع، حيث بقى العديد من المواطنين عالقين ببيوتهم ولا يستطيعون الخروج منها، وقال أحد سكان الحي إن مياه الأمطار حولت الكثير من الأحياء السكنية، لاسيما بالأحياء القصديرية إلى برك مائية ونخشى أن يكون مصيرنا مثلهم. من جهة أخرى، واجهت العديد من العائلات صعوبة للخروج من بيوتهم وقامت الكثير منهم بإخراج المياه من البيوت بعد الأضرار الكبيرة التي سببتها لهم مياه الأمطار. كما سجلت حالة من التوتر الشديد لدى السكان تخوفا من استمرارتساقط الأمطار مع الاحتمال بالتسبب في خسائر مادية. وعقّب حمة عبد القادر أحد مواطني حي لاڤلاسيار بباش جراح أن الاضطرابات الجوية الأخيرة التي شهدتها العاصمة أعادت إلى ذاكرة الجزائريين الحوادث المؤلمة التي تسببت فيها فيضانات باب الوادي، فيما أبدى الكثيرون تخوفهم من تكرار نفس السيناريو هذا العام وقال عبد الرحمن أحد سكان بوروبة إن "القلق والتوتر يجتاحني عندما تتشكل السحب في السماء، لذا أحاول البقاء في المنزل عند سقوط الأمطار، لأن قلقي يزيد حينها، ولا يزول عني حتى ينتهي هطول المطر، لأن فاجعة انهيار منزل جاري العام الماضي وموت ابنته وشقيقته مازالت تخيم على تفكيري، " شتاء هذا العام سوف لن يكون أفضل من السابق، ولأني متأكد من أننا سنغرق مجددا في هذا المسكن دون أن تتدخل أي جهة لإدراكنا قبل فوات الأوان، مشيرا إلى أنه لابد من اتخاذ تدابير احترازية قبل موسم الشتاء وليس عند تساقط الأمطار"، مبينا أن "وعود المسؤولين بعدم حدوث كارثة مرة أخرى لا أصدقها".