ما تزال الصدمة قوية على سكان وهران عموما وقاطنو مدينة أرزيو البترولية في وهران خصوصا، كونهم لم يشهدوا منذ سنوات، جرائم قتل تستعمل فيها أسلحة نارية، مثل ما حصل ظهيرة الاثنين حين أقدم شرطي يعمل بأمن دائرة أرزيو، على قتل صهره وشقيقة زوجته بكل برودة دم بواسطة مسدسه، ثم ينتحر بعدها تاركا وراءه عشرات الأسئلة المبهمة. علمت “الشروق” أن الشرطي القاتل كان ينوي خلال أول جلسة صلح على مستوى المحكمة الابتدائية بأرزيو، إعادة زوجته وابنته وتجاوز الأزمة العائلية التي عصفت باستقرار أسرته، غير أن الصهر صاحب 72 سنة والمدعو “بلقاسم.ح” رفقة شقيقة زوجته 33 سنة، يكونان قد أجهضا هذا المسعى، حيث أن الشرطي الأربعيني دخل في مناوشات مع حماه وابنته حين لاحظ أنهما يعارضان بشدة عودة علاقته بزوجته لسابق عهدهما، فما كان من الجاني المفترض سوى تحين فرصة دخول الضحيتين للسيارة من نوع داسيا ستيبواي في طريقهم للعودة للمنزل العائلي، ليفاجئهم بعيارات نارية من مسدسه أصابت الصهر في الصدر والرأس، ونفس الشيء مع شقيقة زوجته، بينما تمكنت الزوجة من النجاة بأعجوبة لما أخطأتها الرصاصات، لتفر وهي مرعوبة، بينما تركت وراءها طفلتها الصغيرة التي بقيت متسمرة في مكانها من هول ما رأته، لغاية تدخل بعض المارة، الذين سمعوا دوي الطلقات النارية، وهناك من شاهد الجاني وهو يفر بسرعة البرق نحو وجهة مجهولة، ليتأكد بعد سويعات أن الشرطي وضع حدا لحياته بأحد شواطئ بلدية أرزيو يدعى شاطئ الكاب. وقد شيَع سكان أرزيو عصر أمس جثمان الضحيتين، الصهر وشقيقة زوجة الشرطي في جو مهيب، على مستوى المقبرة البلدية. في حين ينتظر الجميع تماثل زوجة الجاني للشفاء، لتكشف بالتفاصيل لمصالح الأمن التي تحقق في القضية حقيقة ما جرى.