في الوقت الذي أعربت فيه الأممالمتحدة عن قلقها بشأن التقارير التي تفيد باعتقال الصين ما يقرب من مليون مسلم من أقلية الأويغور بحجة “الإرهاب”، سلطت تقارير إعلامية الضوء على الرجل المسؤول عن هذه العملية برمتها، حسب ما أشار موقع “بي بي سي”، الأحد. فقد ذكر تقرير لوكالة بلومبرغ الأمريكية، أن المسؤول عن هذا الملف هو المسؤول البارز في الحزب الشيوعي الصيني تشين تشوانغو. من هو تشين تشوانغو؟ ولد تشوانغو عام 1956 في إقليم هنان الداخلي، ونشأ خلال الثورة الثقافية التي أطلقها، ماو تسي تونغ، وانضم للجيش في سن ال18، وأصبح عضواً بالحزب الشيوعي والتحق بالجامعة. بعد تخرجه من الجامعة انضم لبلدية ريفية في هنان وبدأ رحلة الصعود في الحزب حتى أصبح عضواً بالمكتب السياسي. شهد عام 2011 التحول الكبير في حياته عندما عين كأكبر مسؤول حزبي في إقليم التبت، وفي ذلك الوقت كان الإقليم لا يزال يعاني اضطرابات. وفي مواجهة تلك الاضطرابات فرض تشين حزمة من السياسات، إذ أصدر تعليمات لكوادر الحزب بالعيش في القرى، وعين كوادر أخرى بالمعابد. وقال إن البوذية في التبت يجب تكييفها مع الحضارة الاشتراكية. وصدرت أوامر إلى المعابد برفع الأعلام الصينية وتعليق صور قادة الحزب الشيوعي. وفي عام 2015، كان قد تم زرع نحو 100 ألف كادر حزبي في القرى ونحو 1700 في المعابد. شينجيانغ وفي ذلك الوقت كان الرئيس الصيني شي جين بينغ، يواجه مشاكل في إقليم شينجيانغ غربي البلاد، حيث يعيش نحو 10 ملايين من الأويغور المسلمين. وفي أوت عام 2016، أسندت بكين إلى تشوانغو إدارة الإقليم. وعلى الفور شرع في تطبيق نفس سياساته في التبت، فأرسل كوادر الحزب الشيوعي إلى قرى الأويغور، ونشر نقاط التفتيش على نطاق واسع وأغلق المساجد. وأما أكثر الإجراءات إثارة للجدل فكانت إقامة معسكرات إعادة التثقيف الجماعي التي أثارت احتجاج الولاياتالمتحدة وأوروبا. وردت الصين على تلك الاحتجاجات مؤكدة أن مَن تصفهم بأنهم متشددون إسلاميون وانفصاليون، يتحملون المسؤولية عن الاضطرابات في المنطقة. وأكدت الصين، أن الأويغور يتمتعون بحقوق كاملة، ولكنها قالت في اعتراف نادر، إن “أولئك الذين خدعهم التطرف الديني.. يجب مساعدتهم من أجل إعادة توطينهم وإعادة تثقيفهم”. معسكرات التثقيف وكانت جماعات معنية بحقوق الإنسان بما فيها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، قد قدمت تقارير إلى لجنة الأممالمتحدة، تحوي مستندات توثق مزاعم بالسجن الجماعي في معسكرات يُجبر فيها السجناء على أداء قسم الولاء للرئيس الصيني شي جين بينغ. وقال مؤتمر الأويغور العالمي في تقرير، إن المعتقلين يُحتجزون لأجَل غير مسمى، دون توجيه تهم إليهم ويجبرون على ترديد شعارات الحزب الشيوعي. وأضاف التقرير، أن المعتقلين يعانون من سوء التغذية، وهناك تقارير عن أن حالات التعذيب منتشرة على نطاق واسع في المعسكرات. ويتابع التقرير، بأن معظم السجناء لم يُتهموا بجريمة، ولا يتمتعون بتمثيل قانوني. وشهدت منطقة شينجيانغ أعمال عنف متقطعة أعقبتها حملات قمع لعدة سنوات. The architect of China's Muslim camps is a rising star under Xi Jinping https://t.co/8G11ylQBG4 pic.twitter.com/fiZEOfFBQE — Bloomberg (@business) October 1, 2018