لا يزال الإعلاميون عشية الاحتفال بيوم حرية التعبير المصادف للثالث ماي من كل سنة، في رحلة البحث المستمر عن إيجاد فضاء نقابي يجمع رغباتهم ويدرس انشغالاتهم، حيث يؤمن العديد من الصحافيين في الوقت الحالي أن هناك فراغا في التمثيل النقابي، فرغم تمرس عشرات الأقلام الصحفية في الشأن النقابي. غير أن عملية الهيكلة بالنسبة لقطاعهم تكاد تبقى "مستحيلة"، في ظل تجاذب البعض بين ضرورة التهيكل وعزوف البعض الآخر عن نفس الفكرة، ينقسم الراغبون في إنشاء فضاء نقابي مطلبي، يتكفل ب"الهموم" الاجتماعية للصحافي، في حد ذاتهم بين تيار "مفرنس" وتيار "معرب" وكأنما الصراع الاستعماري وموروثه لم يحسم بعد؟. الصراع الدائر في أوساط أصحاب مهنة المتاعب بين من لديه الأحقية في التمثيل، استغلته السلطات في دوائر الحكم للإبقاء على رجل الإعلام - ناقل الحدث والمعلومة بكل أطوارها - لتضاعف من أتعابه، كوسيلة قد تساهم في "إسكات" بعض الصرخات وقضايا الفساد التي يتطلع المجتمع إلى نقلها عن طريق "الوسيط" وهو الإعلامي، حيث يشار أنه على سبيل المثال استطاع صحافيو دولة مصر الشقيقة من الحصول عن طريق النقابة من عدة امتيازات يفتقدها نظرائهم بالجزائر، من ناحية ضمان المعاش وتوفير السكن إلى جانب الخضوع لعدة تربصات تكوينية. ولتحديد مستويات التهيكل المستحدثة في القطاع، فان هناك أبرز تجربة خاضتها النقابة الوطنية للصحفيين "أس أن جي" والتي واكبت مرحلة الانفتاح الإعلامي الممثل في التعددية الإعلامية المرافق للتعددية الحزبية في التسعينيات، غير أن هذه الأخيرة لامها التيار المحسوب على المدافعين عن اللغة العربية والمسمى بالتيار المعرب مقابل التيار المفرنس المسيطر على ذات النقابة، وهو ما دفع مجموعة من الصحفيين الصاعدين من الشباب إلى أخذ مبادرة إنشاء نقابة سميت "نقابة الصحفيين الجزائريين- أس جي أ" واكب ميلادها في 21 فيفري 2004 ،عشية استحقاق انتخابي يخص انتخابات الرئاسية التي أفضت لافتاك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثانية، غير أن التجربة الفتية التي افتقدت الى مكتب وطني متمسك بزمام الأمور طالما فقدت بريقها بعد شهور فقط، ولم تتمكن حتى من عقد دورات المجلس الوطني. بلقاسم عجاج