قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون، إنه أراد أن يكون شاهدا على واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في هذا القرن التي أصبحت منسية، وأكد أن الوضع لم يعد مقبولا، وعبر عن قلقه من تزايد النشاط الإجرامي والمخدرات، وإمكانية وصول إرهابيين ومتطرفين، وشدد على أن حل القضية الصحراوية يجب أن يفضي إلى تقرير المصير. رسم بن كيمون وضعا "بائسا"عن وضعية الشعب الصحراوي سواء في الجانب الإنساني أم السياسي، وهو ما عكسته الهتافات المناوئة له وللهيئة التي يديرها، خلال وصوله إلى مخيم السمارة للاجئين، أمس، ومن ذلك "عار عليك…عار على الأممالمتحدة" و"لا بديل لا بديل عن تقرير المصير"، وصور أخرى لضحايا الإجرام المغربي، وكان يفترض أن يتفقد المسؤول الأممي مدرسة ابتدائية، ويلتقي عددا من الشبان الصحراويين، لكنه اضطر إلى إلغاء النشاطين، نتيجة العدد الكبير من الشبان الصحراويين الذين حاصروا السيارة التي كان يستقلها، وتقررت مغادرته المكان إلى مخيم الرابوني، وسط حشود كبيرة من المواطنين الصحراويين . وأرجعت قيادة البوليزاريو، رد الفعل ذلك، لأسباب محددة ب"تأخر العملية السياسية، وتجمد المفاوضات، وعدم تحديد تاريخ للاستفتاء، واستمرار نهب الثروات، وعدم تضمين عمل بعثة المينورصو آلية مراقبة حقوق الإنسان"، الأمر الذي تكفل بنقله إلى الصحفيين منسق البوليزاريو مع الأممالمتحدة محمد خداد. من جانبه، قال بان كيمون في لقاء في الصحافة، بمقر الرئاسة الصحراوية، عن الحادث "أحزنني الغضب الذي رأيته من الكثيرين، فهم شعب أمضى 40 سنة في ظروف قاسية، لقد شعروا أن العالم نسيهم ونسي قضيتهم وهذا أمر مفهوم للغاية". وقدم الرجل الأول في الأممالمتحدة، تشخيصا عاما للوضع، في شقين اثنين، الأول تناول المسائل في طابعها السياسي، وثانيها في جانبها الإنساني، وعن الأول قال "الأطراف المتنازعة لم تحقق أي تقدم يكون حلا دائما، وعادلا ومقبولا لدى الطرفين"، والطرفان هما جبهة البوليزاريو والمغرب، رغم أن هذا الأخير، يحاول الزج بالجزائر واعتبارها طرفا في النزاع، والذي حصره الأمين العام للأمم المتحدة في طرفين لا غير. وقدم بان كيمون، إشارات واضحة، عن كون الحل لأزمة الصحراء الغربية، هو تقرير المصير، الذي يعارضه المغرب، ويحاول بالمقابل فرض أجندته وهي الحكم الذاتي، وذكر المتحدث "الحل أن يفضي إلى تقرير المصير، وهذا ما توصل إليه مجلس الأمن منذ العام 2004″، والإدانة الثالثة في كلام بان كيمون ضد المغرب، تحذيره من استفحال ظاهرة تهريب المخدرات، والمعلوم أن تقارير الأممالمتحدة وكل التقارير الدولية تؤكد أن المملكة المغربية هي المصدر الأول للقنب الهندي في العالم. ولدى تطرقه إلى الجانب الإنساني أفاد بان كيمون، "سأكون شاهدا على ماس إنسانية.. أرى عائلات قُطعت أواصرها أود أن الفت أنظار العالم إلى هذه المأساة، وهذه الحالة غير مقبولة"، وفي موضوع آخر "الوضع الإنساني غير منفصل عن العملية السياسية"، ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للشعب الصحراوي والذي وصف بالشعب المنسي.