دافع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن رئيسه جاني إنفانتينو في مواجهة تسريات "فوتبول ليكس" التي طالته باتهامات عدة، ملمحا إلى ضلوع فيها لمتضررين من "التغييرات" التي طبقها السويسري الإيطالي الساعي بعد أشهر للفوز بولاية جديدة. ونشرت مجموعة من وسائل الإعلام الأوروبية منها مجلة "در شبيغل" الألمانية وموقع "ميديا بارت" الالكتروني الفرنسي، تسريبات ووثائق ليل الجمعة، تطال إنفانينو بحكم موقعيه الحالي في الفيفا والسابق كأمين عام للاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا)، لاسيما لجهة العلاقة التي تربطه بمدع عام في سويسرا، ومساهمته في التستر على مخالفة ناديي باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنكليزي لقواعد اللعب المالي النظيف المفروضة من الاتحاد القاري. وفي بيان مطول، أوضح الفيفا أنه تلقى قبل أربعة أسابيع "مئات الأسئلة من قبل مجموعة من الصحافيين، تستند إلى رسائل الكترونية خاصة وداخلية، ومعلومات أخرى حصل عليها طرف ثالث بشكل غير قانوني". وأوضح الاتحاد أنه وعلى رغم من قيامه "بالرد على الأسئلة الموجهة إلينا بطريقة مباشرة وصريحة، الا أن بعض وسائل الإعلام قرر تجاهل غالبية إجاباتنا وتحور الوقائع والحقيقة في محاولة جلية للنيل من صدقية الفيفا". أضاف "يبدو واضحا (…) وجود هدف واحد: محاولة النيل من القيادة الجديدة في الفيفا، وعلى وجه الخصوص، الرئيس جاني إنفانتينو والأمينة العامة فاطمة سامورا". وغمز الفيفا في بيانه من قناة المتضررين من التغييرات التي حصلت، أو من فقدان المناصب وحتى الإحالة على التحقيق، للتصويب على إنفانتينو الذي أعلن ترشحه لولاية جديدة على رأس الاتحاد الدولي، في الانتخابات المقررة في مطلع جوان 2019 في باريس. وقال الفيفا في بيانه "منذ تولي القيادة الجديدة للفيفا مسؤولياتها حصلت تغييرات. كان يجب أن يحصل ذلك، ونحن نفخر بما تم (…) كانت التغييرات يجب أن تتم على كل المستويات لمنح الفيفا بداية جديدة". وتابع "ليست مفاجأة أن بعض الذين أزيحوا (من مناصبهم) أو استبدلوا، أو هم غير سعيدين (بالتغييرات)، يواصلون بث الشائعات الخاطئة والتلميحات بشأن القيادة الجديدة. نحن نعرف أن ثمة بعض الأشخاص، وانطلاقا من إحباطهم، يرغبون في النيل من الفيفا لمصالحهم الخاصة". ونقل البيان عن إنفانتينو "دائما ما يكون تغيير الأمور عبارة عن تحد (…) وبما أننا مصممون على تطبيق الإصلاحات في الفيفا، كان من الواضح بالنسبة إلي أنني سأواجه معارضة قوية لاسيما من أولئك غير القادرين بعد الآن على جنى الأرباح بلا خجل، من النظام الذي كانوا جزءا منه". أضاف "لكن لهذا السبب تم انتخابي، وبالنسبة إلي سيكون التركيز على أمر واحد فقط: تحسين وتطوير كرة القدم عالميا. وأنا اليوم ملتزم أكثر من أي وقت مضى بمواصلة تنفيذ هذه المهمة". وأفادت التسريبات عن ضلوع إنفانتينو – يوم كان لا يزال أمينا عاما للاتحاد القاري – ورئيسه السابق ميشال بلاتيني في التستر على مخالفة سان جرمان وسيتي لقواعد اللعب المالي النظيف، "لأسباب سياسية". وتنص قواعد اللعب المالي النظيف التي وضعها الاتحاد الأوروبي، على عدم إنفاق أي ناد أكثر مما يجني خلال موسم واحد، وعدم تجاوز عجزه المالي سقف 30 مليون يورو خلال فترة ثلاثة أعوام. وتراوح العقوبات في حال الخرق من الغرامة المالية، إلى الإبعاد عن المسابقات القارية. وأشارت التسريبات الى أن مالكي الناديين قاما بضخ مبلغ وصل الى 5,1 مليارات دولار في الأعوام السبعة الماضية، وذلك بشكل غير قانوني وبالاعتماد الى حد كبير على عقود رعاية مبالغ في قيمتها. ونفى الأطراف المعنيون قيامهم بهذه المخالفات، مؤكدين التزام القوانين. وبشأن المنصب الحالي لإنفانتينو، تحدثت التسريبات عن "صداقة مريبة" تجمع بينه وبين المدعي العام السويسري رينالدو أرنولد. وأظهرت التسريبات أن إنفانتينو منح أرنولد، المدعي العام لمنطقة هو-فاليه، "دعوات" لحضور مباراة منتخب بلاده وكوستاريكا ضمن نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، واجتماع الجمعية العمومية للفيفا في المكسيك في ماي 2016، ونهائي دوري أبطال أوروبا في ميلانو في العام نفسه. وردا على سؤال من مجموعة وسائل الإعلام الأوروبية التي نشرت الوثائق، رد الفيفا بالقول إن أنظمته "تسمح للرئيس والأمين العام بدعوة عدد محدد من الضيوف الى البطولات ونشاطات الفيفا". وأشارت وسائل الإعلام إلى أن أرنولد كان يزود إنفانتينو بتفاصيل عن بعض التحقيقات التي يجريها القضاء في مسائل متعلقة بكرة القدم. وفي بيانه المطول، أكد الفيفا أنه يرحب ب "التغطية الصحافية الاستقصائية والمدروسة، ويحترم بشكل كامل أهداف الصحافيين. لا نتوقع بشكل دائم أن يشاركوننا وجهات نظرنا أو آرائنا، لكن كل ما نطلبه هو سرد عادل وحقيقي للعمل الذي نقوم به والذي سنواصل القيام به من أجل كرة القدم". ق.ر