بمناسبة انعقاد صالون الجزائر الدولي، تعرض دار الأمة في طبعة ثالثة، كتاب الدكتور عثمان سعدي المعروف بعنوان: الأمازيغ "البربر" عرب عاربة، وهو البحث الذي يرتكز على أكثر من ستين مرجعا، نصفها مراجع غربية، يرد من خلالها المؤلف على البربريين الذين كونهم الاستعمار الجديد، مبيّنًا أن الأمازيغية عبارة عن لهجات منحدرة من العربية القديمة، ويثبت بأن الكنعانية البونيقيّة، وهي عربية قديمة، كانت لغة الثقافة والدواوين بشمال إفريقيا قبل الفتح الإسلامي، ثم خلفتها بعد الفتح الإسلامي العربية الحديثة التي نزل بها القرآن الكريم وطورها الإسلام. يورد الكتاب أنه قبل دخول المستعمر الفرنسي المغرب العربي ابتداء من الجزائر سنة 1830م، لم يكن هناك أمازيغيّ واحد قال بأنه أمازيغي وليس عربيا، كما يؤكد بالأحداث التاريخية الموثقة انتماء الأمازيغ للحوض الحضاري العربي الذي يقع بين موريتانيا غربا على المحيط الأطلسي وسلطنة عُمان شرقا على المحيط الهندي، الحوض الحضاري وليس الحوض العرقي. كما يعرض الكتاب لبعض الشخصيات الأمازيغية ككسيلة والكاهنة، موضّحا قصتها الحقيقيّة، مثلما عمل على تصفية تاريخ الأمازيغ من الشوائب المغرضة ضمن دراسة أكاديمية مبنية على الوثائق والحقائق. أما الكتاب الثاني لذي آثر الناشر تقديمه للقراء فهو "معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية" للمؤلف نفسه، وهو يضم كلمات اللهجات الثلاث: القبائلية، الشاوية، المغربية، جمع من خلالها الكاتب الآلاف من الكلمات الأمازيغية وأعادها إلى جذورها العربية. وقد أكد "سعدي" أن تسعين بالمائة من الكلمات الأمازيغية البربرية عربية عاربة أو مستعربة، كما أوضح أن نحو البربرية متوافق مع نحو العربية. الكتابان جديران بالقراءة والمتابعة لكلّ المهتمين بسجال الهويّة والانتماء في الجزائر. ع. ع