وجهت أحزاب مغربية، أسئلة إلى حكومة بلادها، حول "الاتحاد المغاربي"، بعد يوم واحد، من دعوة الجزائر لعقد اجتماع وزراء خارجية دول "اتحاد المغرب العربي"، لبحث إعادة بعث التكتل الإقليمي. ودعت الجزائر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الخميس، إلى عقد اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، في "أقرب وقت"، لبحث إعادة بعث التكتل الإقليمي. ووجهت كل من الكتل النيابية لأحزاب الأغلبية بمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان)، وحزبي الأصالة والمعاصرة، والاستقلال (معارضان)، أسئلة إلى الحكومة حول "الاتحاد المغاربي"، حسب برنامج جلسة الأسئلة الشفوية، الصادر عن مجلس النواب الجمعة. ومن المنتظر أن يجيب رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، عن أسئلة هذه الأحزاب، خلال جلسة مزمع تنظيمها الإثنين، وتأتي المبادرة بعد أيام من دعوة العاهل المغربي، محمد السادس، الجزائر إلى فتح حوار مباشر لتجاوز خلافات البلدين، دون رد صريح من الأخيرة. ولاقت الدعوة الجزائرية لعقد اجتماع لوزراء خارجية اتحاد المغرب العربي (آخر اجتماع عقد كان عام 1994 في تونس)، الثناء، حيث رحبت جامعة الدول العربية، والاتحادين الإفريقي والأوروبي. وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، "بأن الأمين العام أحمد أبو الغيط، ثمن إعلان الجزائر الخميس، قيامها بتوجيه طلب رسمي إلى أمين عام اتحاد المغرب العربي، لتنظيم اجتماع مجلس وزراء الشئون الخارجية للاتحاد، في أقرب وقت". وأضاف عفيفي، أن "هذه الخطوة تعد دلالةً على الأهمية التي توليها الجزائر لإعادة تنشيط اتحاد المغرب العربي، وعودة اجتماعات هيئات الاتحاد للانعقاد بشكل منتظم". من جهة أخرى، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي "نسجل باهتمام اقتراح الجزائر القاضي بتنظيم اجتماع لوزراء شؤون خارجية بلدان اتحاد المغرب العربي"، وتابع "أن كل مبادرة بناءة من شأنها المساهمة في تعاون جيد بمنطقة المغرب العربي، مرحب بها عموما". من جهته، أكد موسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، أنه "سجل بارتياح" المبادرة الجزائرية كما جاء في بيان نشرته المنظمة القارية، أنه "يشجع كل الدول الأعضاء في الاتحاد المغاربي، على العمل من أجل انعقاد هذا الاجتماع في وقت قريب بهدف إعادة بعث البناء المغاربي". وتعكس مبادرة الجزائر بالدعوة لتنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي في أقرب الآجال، لتؤكد مرة أخرى تمسكها بهذا الصرح وقناعتها بأهمية التكامل المغاربي بكل أبعاده. وأعربت الجزائر دوما عن ثقتها الكاملة في الثقل الذي يمكن أن يمثله اتحاد المغرب العربي في ميزان القوى، سواء على المستوى الإقليمي أو حتى الدولي، وهو ما يعكسه مصادقتها على 29 اتفاقية قطاعية من مجموع 36 اتفاقية تم إبرامها منذ إنشاء هذه الهيئة سنة 1989، إلى جانب المغرب (8 اتفاقيات) وتونس وموريتانيا (28 اتفاقية) وليبيا (35 اتفاقية). ومن هذا المنطلق، وفي خطوة نابعة من إيمان راسخ عبرت عنه أكثر من مرة وفي أزيد من مناسبة، بضرورة السعي للنهوض بهذه المنظمة المغاربية وتنشيط هياكلها وإعطاء دفع للعمل المشترك بين أقطابه الخمسة.