مايزال خطر الألعاب الالكترونية يخيم على العالم، فبعد لعبة الحوت الأزرق التي حصدت ثمان ضحايا في الجزائر خلال السنتين الماضيتين،ظهرت مجددا ألعاب صممت خصيصا لتدمير الأطفال ودفعهم للموت بأبشع الطرق،كالموت شنقا وبنفس الطريقة التي يستمتع بها مصممو هذه البرمجيات آو ما يطلق عليهم مجرمو الانترنت المجهولون. اليوم ظهرت لعبة "دوكي دوكي" التي يتابعها ويحملتطبيقها أكثر من 5 ملايين شخص عبر العالم في ظرف سنة واحدة منذ ظهورها في سبتمبر 2017، واكتشف إنها لعبة لا تختلف كثيرا عن لعبة الحوت الأزرق،لأنها تدفع الأطفال في النهاية إلى الانتحار شنقا. قصة اللعبة في البداية تظهر مسلية،لأنها لشخصيات معروفة في عالم الرسوم المتحركة "مونيكا، سيلوري، ناتساوكي، يوري"، إحداهن تلتقي بصديق الطفولة وهو طالب ثانوي وتدور اللعبة حول هذا الشاب الذي يصبح محور العالم بالنسبة للمراهقات الأربع،تتنافسن فيما بينهن في كتابة القصائد له وإثارة إعجابه،وبالطبع دائما يعجب بإحدى القصائد، فيما لا يهتم لقصيدة صديقة طفولته، وتستمر اللعبة إلى غاية أن تصاب الفتاة بالغيرة والإحباط وتكتب قصيدة مليئة بالحزن والكآبة وتتركها في البيت،بينما تقوم بشنق نفسها عقابا له،لأنه عندما يقرأ قصيدتها يدرك أنها انتحرت بسبب إهماله لها وعدم اهتمامه بها، وقبل أن تشنق نفسها كانت تصرخ "اخرج من رأسي، اخرج من رأسي"… ونظرا للمشاعر القوية والحزينة المستوحاة من اللعبة فإنها تؤثر بشكل كبير على كل من يلعبها بما فيها المراهقات التي يعشن قصصا عاطفية مضطربة في بداية حياتهن، خاصة في الطور الثانوي… وحذرت كل المدارس والثانويات في العالم من انتشار لعبة "دوكي دوكي" ذات الطبيعة السوداوية والتي تدفع المراهقين إلى الانتحار بعد إصابتهم بالكآبة الشديدة، وهو يشبه تطبيقات للمواعدة بين المراهقين على الانترنت. وتقوم اليوم 33 مؤسسة جزائرية تنشط في العالم الرقمي ومصنعي الهواتف النقالة والألواح الالكترونية والبرمجيات للسيطرة على أخطار استعمال الانترنت من طرف الأطفال والمراهقين،في نفس الوقت تعزز وتسهل لهم الوصول إلى المعلومات، لأن الأجيال الجديدة هي أجيال "رقمية". وفي هذا الصدد قال مهدي عمر اوياش رئيس الاتحاد الجزائري للاقتصاد الرقمي للشروق العربي أن الجزائر اليوم أمام مخاطر الاستعمال غير العقلاني للانترنت من طرف الأطفال والمراهقين،وبما أنناأمامأجيال رقمية علينا أن نعلم الأطفال الاستعمال الجيد للانترنت وتحت رقابة الأولياءآو معلمين آو مراقبين. وأضاف "كل البرامج المصنعة في العالم اليوم سهلة الاستعمال ويمكن لأي طفل أن يحملها ويستخدمها بسهولة بما فيها الألعاب الخطيرة وهي ألعاب "اونلاين"،أين يكون الطفل في اتصال مباشر مع أي شخص في العالم مما يسهل التأثير عليه واستدراجه لأفعال خطيرة كما حدث مع لعبة الحوت الأزرق". وأضاف "أن اتصالات الجزائر تمنح خدمة الرقابة على المواقع التي يتصفحها الأطفال في غياب أوليائهم ومن شأن الآباء الاطلاع ومعرفة كل الأبحاث والمواقع والتحميلات التي استعملها الطفل مما يسهل مبدأ الرقابة". ويهدف التجمع الجزائري للاقتصاد الرقمي الذي يضم 33 مؤسسة منهم صناع الهواتف النقالة والألواح الالكترونية إلى تطوير برمجيات وألعاب جزائرية لها علاقة بالتاريخ والثقافة الجزائرية وتطوير محتويات بيداغوجية للتلاميذ ويقترح تنصيب مستشارين على مستوى المدارس لشرح أخطارالألعاب الالكترونية والتطبيقات الخطيرة.