مع اقتراب موعد شدّ الرحال لقضاء ليلة عيد السنة الميلادية إيذانا بحلول سنة 2019، استقصت "الشروق" من خلال تقربها من الوكالات السياحية والصفحات الفايسبوكية، وجهت الجزائريين لهذا العام والتي اختلفت حسب احتياجات وقدرات ورغبات كل شريحة، حيث تنوعت العروض التي اعتمدت هذا العام على إطلاق تخفيضات مغرية واغتنام مواقع التواصل الاجتماعي لجلب أكبر عدد من السياح الجديد هذه السنة هو موضة التخييم التي يقوم بها شباب الفايسبوك الذين يفضلون ما قلّ ثمنه ولم يُتعبهم، فبعد رحلات الربيع الماضي والصيف الذي أعاد للتخييم أيامه الجميلة في الجبال وبعض الغابات وأيضا على ضفاف الساحل، باشر شباب الفايسبوك منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي، حملاتهم الدعائية لأجل السفر عبر السيارات ورفقة دليل سياحي من المناطق الصحراوية إلى عمق الجنوب الجزائري، وجاء ذلك بعنوان "لننس العالم في جنوبنا"، وتستعد عديد الطالبات الجامعيات والطلبة الجامعيين للقيام بهذه الرحلة التي تنظمها جمعيات فايسبوكية غالبيتها غير معتمدة، ولكنها جمعيات تنشط عادة في الأمور الخيرية وفي شهر رمضان المعظم إضافة إلى رحلاتها في قلب الجزائر للاستكشاف ومنها جمعيات أسّست من أجل غرض السياحة وفتح التعارف بين الجزائريين رواج تجارة الخيم والمراقد المحمولة وعرفت في الآونة الأخيرة تجارة الخيم الصغيرة والمراقد المحمولة والأغطية التخييمية، رواجا كبيرا، فكل سائح سينقل معه فندقه الصغير، أما الطعام فيتكفل كل واحد من الشباب بجلب ما يكفيه على مدار ثلاثة أيام بداية من 29 ديسمبر 2018 إلى غاية الفاتح من جانفي 2019 سيقضيها السياح في تيميمون وبعضهم في تقرت وآخرون في ولاية غرداية، أما الذين يمتلكون المال فسيأخذون الطائرة مباشرة إلى تمنراست، من دون الاعتماد على الوكالات السياحية ثم يخيّمون هناك رفقة بعض الأجانب لمتابعة أجمل غروب على وجه الأرض. أجانب يختارون الجزائر للاحتفال برأس السنة الميلادية الجميل في شباب الفايسبوك أو على الأقل بعضهم، أنهم وجهوا الدعوة لبعض الأوروبيين والأوروبيات وحتى للشباب العرب والأمريكان من أجل النزول ضيوفا على الجزائر، ويوجد تونسيون سيحطون رحالهم بقسنطينة ويتنقلون إلى قلب الجنوب مع جمعية درب السياح الفايسبوكية التي باشرت منذ بداية السنة الحالية رحلاتها الاستكشافية في الكثير من مدن البلاد في جرجرة والساحل الشرقي وتحت سفوج جسور قسنطينة وستتواجد خلال رأس السنة الميلادية في عمق الصحراء الجزائرية. شباب يختارون العراء على الفنادق ولأن الفنادق الجزائرية مازالت دون المبتغى بالرغم من تحسّن الوضع الأمني في الصحراء الكبرى، فإن الشباب بصم على التخييم وقضاء ليلة رأس السنة الميلادية في العراء من دون أكل فندقي ولا نجوم المركبات السياحية غير نجوم السماء التي لا عدّ لها، غير مبال بما تعرضه هذه الأيام المركبات السياحية في طبرقة والحمامات ونابل وسوسة من تخفيضات بغية جلب الجزائريين الذين فاق تعدادهم مليونين ممن دخلوا تونس خلال سنة 2018. انهيار الليرة التركية جعل بعض الجزائريين يحشرون أنوفهم في الهمّ الاقتصادي ويحسبون على طريقتهم المعادلة السياحية في هذا البلد الذي استهوى الكثير من الجزائريين، ما يعني أن 500 أورو ستمكنهم من قضاء أيام جميلة في أفخم فندق وتمكنهم من التسوق أيضا، وزادت العروض التلفزيونية للكثير من المسلسلات التركية الناجحة التي خطفت الألباب، اهتمام السياح بالوجهة التركية. أكيد أن مواقع التواصل الاجتماعي ستحدد الكثير من الوجهات هذه السنة بالنسبة للجزائريين فلم تعد الإشهارات الكلاسيكية وحدها من تأخذ بيد السائح ولم تعد الوكالات السياحية وحدها من تطير به وتُبحر، فقد صار لكل جزائري وجزائرية عالمه الافتراضي الذي يتحوّل أحيانا إلى واقع معاش، فتجد جماعة لم يلتقوا في حياتهم إلا في الفضاء الأزرق في رحلة سياحية بمناسبة رأس السنة الميلادية فيكتشفون الجنوب ويكتشفهم والسبب حب المغامرة وأيضا المتاعب المالية التي يعيشها خاصة الشباب الذي شعاره "العين تبصر ما توفره الفنادق العالمية ولكن اليد مازالت قصيرة..جدا".