ستحصل الجزائر على فرصة ثمينة قصد استعادة مكانتها في اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" في ربيع العام الداخل، بعدما ضاعت منها مرتين سابقا، أولها في ربيع العام الماضي بعد فشل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم السابق محمد روراوة في الحفاظ على عضويته في اللجنة بسقوط رئيس الكاف السابق عيسى حياتو، حيث خسر بفارق كبير أمام المغربي فوزي لقجع، بعد 13 سنة من مكوثه به، كما خسرت الجزائر ثانية الفرصة بعد الفضيحة التي ارتكبتها الفاف قبيل نهاية العام الماضي عندما أرسلت ملف ترشيح النائب الثاني لرئيس الفاف بشير ولد زميرلي خارج الآجال المحددة. كشف مصدر مسؤول في الكاف ل"الشروق" أن الاتحاد الإفريقي يعتزم فتح باب الترشيحات لعضوية اللجنة التنفيذية مطلع العام الداخل، على أن تجري الانتخابات في ربيع نفس العام خلال جمعية عامة للهيئة الكروية الإفريقية، وأضاف ذات المصدر بأن الجزائر معنية بهذه الانتخابات بما أن الكاف ستفتح باب الترشيحات المتعلقة بالمقعد الخاص بمنطقة شمال إفريقيا، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق فقط بالمقعد الذي يشغله حاليا الليبي جمال الجعفري منذ شهر فيفري الماضي، والذي فاز به بطريقة سهلة بعد رفض الكاف قبول ملف منافسه الوحيد بشير ولد زميرلي. وتقوم الكاف غالبا بتنظيم انتخابات لتجديد هيكل اللجنة التنفيذية في عهدة تمتد لأربع سنوات، لكن الكاف قد كشفت في شهر نوفمبر من العام 2017 عن انتخاب أعضاء إضافيين في المكتب التنفيذي قصد وضع حد لتراكم فترة عهدة أعضاء المكتب التنفيذي للأعضاء مزدوجي التمثيل (يشغلون منصب عضوية تنفيذية الكاف ومجلس الفيفا).وكانت الفاف وقتها تملك الوقت الكافي لاختيار مرشحها، الذي لم يتم الإعلان عن هويته سوى يومين قبل انقضاء الأجال القانونية يوم 7 ديسمبر من نفس العام، وفشلا الفاف في إرسال ملف ولد زميرلي في الآجال القانونية ما أدى إلى رفضه. وقررت الكاف أيضا تخيير 4 أعضاء من المكتب التنفيذي الحالي بين البقاء في المكتب أو الاحتفاظ بعضويتهم داخل مجلس الفيفا فقط، ويعني هذا القرار كلا من الغاني كويسي نيانتاكيي والكونغولي كونستانت عوماري سليماني والغيني كابيلي ألمامي كامارا والتونسي طارق بوشماوي الذين كانوا قد انتخبوا في "الكاف" و"الفيفا" معا، وهو ما تطلب اختيارهم لتمثيل هيئة واحدة فقط من أجل فسح المجال لإضافة 4 أعضاء جدد. الجزائر ستتنافس مجددا مع ليبيا وبشأن تركيبة المكتب التنفيذي الحالي، فقد تم انتخاب 4 أعضاء من 4 مناطق حسب التقسيم الإداري للكاف، والمكوّن من 6 مناطق، والمناطق التي كانت معنية بانتخاب أعضاء جدد هي منطقة شمال إفريقيا التي فاز بعضويتها الليبي الجعفري لأنه كان مرشحا وحيدا، ومنطقة وسط إفريقيا، منطقة غرب إفريقيا (أ) ومنطقة غرب إفريقيا (ب). ووفق هذه المعطيات، أوضح مصدرنا أن المنافسة ستكون مفتوحة على المقعد الخاص بمنطقة شمال إفريقيا بين الجزائر وليبيا فقط، حيث إن الجعفري ستنتهي ولايته التي دامت سنة واحدة فقط، في ربيع العام القادم من منطلق أنه قام فقط باستكمال عهدة التونسي بوشماوي، الذي تنازل عن مقعده في تنفيذية الكاف العام الماضي مفضلا البقاء في مجلس الفيفا، بينما لن يكون المصري هاني أبو ريدة، والمغربي فوزي لقجع معنيين بانتخابات تجديد المكتب التنفيذي للهيئة الإفريقية. أزمة في الاتحاد الليبي ستفسح الطريق أمام الفاف وتملك الجزائر ممثلة بالإتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف)، فرصة ثمينة لترشيح مسؤول عنها قصد التنافس على عضوية المكتب التنفيذي للكاف، وستستفيد من عامل مهم جدا، وهو إمكانية عدم ترشح أي مسؤول ليبي وحتى الجعفري لهذا المنصب، بعد أن تم "خلعه" يوم الخميس الماضي من رئاسة الاتحاد الليبي للعبة، خلال جمعية عامة استثنائية، صوتت ب 82 صوتا من أصل 85 على قرار سحب الثقة من جمال الجعفري، كما تم اختيار نائبه الأول عبد الحكيم الشلماني ليكون رئيسا للاتحاد بالإجماع، وتعود أسباب سحب الثقة من الجعفري لاتهامه بالقيام بتجاوزات في لوائح النظام الأساسي للاتحاد، بالإضافة إلى اتهامه بالتفرد بالقرارات وارتكاب مخالفات مالية بشكل يخالف قوانين ولوائح النظام الأساسي، وبالرغم من أن الرئيس الجديد للاتحاد الليبي أكد في تصريحات للصحافة المحلية بأن قرار خلع الجعفري من منصبه ليس له علاقة بمنصبه في تنفيذية الكاف، وبأنه باق فيه، إلا أن الجعفري نفسه لوّح باللجوء إلى الفيفا لاستعادة منصبه، مشيرا إلى أن الكرة الليبية مهددة بتجميد نشاطاتها ونشاط مسؤوليها، على خلفية القرارات "غير الشرعية" المتخذة في حقه، على حد تعبيره. حرب كواليس داخل الكاف في انتظار استيقاظ الفاف من "سباتها" العميق وتعاني الكرة الجزائرية في ظل غيابها عن المكتب التنفيذي للكاف، من عدة عراقيل وضغوطات حيث لا تزال تبحث عن معالمها بعد أن تاهت وسط المشاكل والتسيير العشوائي والهاوي لمنظومتها، وفقدت الفاف و الجزائر في السنتين الأخيرتين الكثير من وزنها على مستوى القارة السمراء بالنظر لابتعادها عن مراكز القرار واللجان الهامة داخل الكاف، لصالح بلدان أخرى على غرار تونس ومصر والمغرب التي تسيطر على دواليب الهيئة القارية، وبالتالي فإن استمرار غيابها خلال الانتخابات المقبلة سيجعلها تبتعد مدة أطول عن اللجنة التنفيذية في ظل المنافسة الشرسة التي ستلقاها من اتحادات قوية خاصة المغرب وتونس ومصر التي تنتمي لمنطقة شمال إفريقيا، وفي هذا الصدد كشف مصدرنا أن لعبة "الكواليس" فعلت فعلتها هذه المرة أيضا، حيث تسعى أطراف نافذة داخل الكاف للاستمرار في مساعيها لمواصلة إقصاء الجزائر من مراكز القرار داخل الكاف، مستغلة "السبات" الطويل الذي دخل فيه مسؤولو الفاف، وكذا افتقادهم للتجربة و"الحيلة" في التعامل مع مثل هذه المواقف.