أدى الانتشار المخيف والفاضح لقوافل الحراقة التي باتت تسجل يوميا ضحايا بالعشرات من بينهم أطفال ونساء وشباب، الحكومة إلى الاستعانة مجددا بالأئمة بهدف إحياء الوازع الديني وسط الشباب بتحريم الظاهرة لما تشكله من خطر على النفس وتسببها في مآس عائلية مروعة. دعا وزير الشؤون الدينية، محمد عيسى، الأئمة إلى توحيد خطب الجمعة للتوعية من مخاطر الحراقة وتحريمها لما تسببه من إلقاء النفس إلى التهلكة في عرض البحر، مشددا على تنمية الوازع الديني وسط الشباب وحثهم على ضرورة الحفاظ على أنفسهم وعدم إفجاع عائلاتهم والتسبب في مآس عائلية باتت وسائل الإعلام تصدمنا بها بشكل يومي.. وأضاف الوزير الأربعاء، خلال يوم تحسيسي حول ظاهرة الحراقة بدار الإمام بالمحمدية، أنّ قوارب الموت باتت هاجسا يؤرق الأسر الجزائرية التي باتت تفقد أبناءها في عرض المتوسط. والخطير في الأمر حسب الوزير أن الظاهرة باتت تستقطب الأطفال والنساء بشكل رهيب لينتهي قدرُهم قوتاً للأسماك، أو في حياة الذلة والمسكنة… وحذر الوزير من استغلال الدول المستقبلة للجزائريين من خلال تشجيعهم بطريقة غير مباشرة على الحراقة بتسهيل ظروف استقبالهم، وذلك بهدف انتقاء الأصلح منهم وتوجيه الآخرين إلى العمل في مهن مخزية ومذلة. وشدد محمد عيسى على الأئمة بضرورة مرافقة الشباب في المساجد من خلال الدروس المسائية ومختلف الأنشطة الثقافية والدينية من أجل توجيههم نحو كل ما هو إيجابي ومفيد ومساعدتهم في القضاء على آفة الفراغ التي تبقى أكبر خطر بالإضافة إلى تشجيعهم على خوض تجارب مفيدة في حياتهم على غرار تعلم الحرف المفيدة والتحصيل الدراسي الجيد ليتمكنوا من مواجهة مصاعب الحياة بجدارة بدل الاستسلام لليأس والانسياق وراء سماسرة قوارب الموت.. رئيس المجلس المستقل للأئمة جمال غول سنعتمد على "الترهيب والترغيب" في التوعية ضد الحرقة رحب رئيس المجلس المستقل للأئمة، جمال غول، بدعوة وزير الشؤون الدينية الأئمة للحديث عن الحرقة خلال خطبة الجمعة، وأكد الشيخ غول تناولهم للموضوع عدة مرات في الخطب والدروس قبل صدور تعليمة الوزير، واعتبر المتحدث هذه التوجيهات بالبادرة الجيدة في ظل التنامي الكبير لظاهرة الحرقة، حيث أصبحت تتصدر صفحات الجرائد ونشرات الأخبار الوطنية، وشدد رئيس المجلس المستقل للأئمة على ضرورة وأهمية تفعيل دور الإمام وتجنيده للتصدي لمثل هذه الظواهر الخطيرة التي تفتك بمجتمعنا سواء كانت بتعليمات وتوجيهات من الوزارة أو بدونها. وكشف المتحدث عن مدى التأثير الكبير للخطاب الديني في وسط الشباب وجميع فئات المجتمع لجمعه بين أسلوب الترهيب والترغيب، وهو ما يستلزم استعماله عند تناول هذه الظاهرة، فالترهيب لتخويف الشباب من خوض تجربة مماثلة، وكذا لابد من تصبير ذوي الحراقة الذين لفظ أبناؤهم أنفاسهم وسط البحر.