هدد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بتكرار سيناريو "السترات الصفراء" الذين اجتاحوا كبرى المدن الفرنسية في الأسابيع الأخيرة، لكن بارتداء "سترات خضراء" للتعبير عن رفضهم للطريقة التي يعاملون بها من قبل السلطات الفرنسية، فيما تعلق بتسيير الشأن الإسلامي في فرنسا. هذا التهديد، جاء مقرونا بما سيقرره الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشأن تمثيل الجالية في الاجتماع المرتقب غدا الإثنين بقصر الإيليزي بالعاصمة الفرنسية باريس، والذي ينتظر أن يتباحث كيفية تسيير الدين الإسلامي في هذا البلد العلماني. وجاء في بيان تلقت "الشروق" نسخة منه، وقعه عبد الله زكري، المندوب العام للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، ورئيس المرصد الفرنسي لمحاربة الإسلاموفوبيا: "في السابع من جانفي، إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، يجتمع بشخصيات مسلمة، أوكلت مهمة اختيارها لوزارة الداخلية (الفرنسية). المصالح ذاتها قامت بإبعاد شخصيات أخرى، وهذا من شأنه أن يذكرنا بمرحلة الإسلام الكولونيالي، لأنه ليس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامي هو من قام باختيار الأعضاء، وإنما موظفون (…) هم من قرروا ذلك". ووفق ما أورده زكري، فإن رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أحمد أوغراس، عبر عن احتجاجه لدى مستشارين للرئيس الفرنسي، لعدم استشارة المجلس، ولو من باب اقتراح شخصيات معروفة باهتمامها بالديانة الإسلامية في فرنسا، أو من الشخصيات الأكثر تمثيلا على أرض الواقع، لكن من دون جدوى. واعتبر المسؤول بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بأن ما أقدمت عليه السلطات الفرنسية، "يدفعنا إلى الانتفاضة"، لأن السلطات الفرنسية تعتبر الفرنسيين المسلمين وكأنهم "أهالي الجمهورية"، على حد ما جاء في البيان. ودعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية السلطات الفرنسية بالمناسبة، إلى "معاملتنا كغيرنا من المسؤولين في الديانات الأخرى، في إطار الاحترام"، كما دعا البيان الرئيس الفرنسي، إلى المساواة في المعاملة بين جميع ممثلي الأديان الموجودة في فرنسا. وختم البيان بلغة فيها الكثير من معاني التهديد: "هناك السترات الصفراء (…). هل يجب علينا ارتداء الستراء الخضراء، حتى نستطيع التعبير عن مواقفنا على طاولة الجمهورية". وكان رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية قد رفض "وصاية الدولة" الفرنسية على الإسلام، في إشارة إلى تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال فيها إنه يعمل على إعادة تعريف العلاقات بين الإسلام والدولة، وشدد أوغراس: "يجب على كل شخص الالتزام بدوره"، مشيرا إلى أن "الديانة الإسلامية هي عقيدة، ولذلك فهي تهتم بشؤونها الخاصة".