مازال مانشستر سيتي محتفظا بحظوظه للعب على أربع جبهات، ولكن هشاشته وسقوطه منذ بداية الموسم في خمس مناسبات كاملة ومع أندية متواضعة، يجعل من تحقيق المعادلة الرباعية من المستحيلات، وقد تضيع كل الأهداف من أقدام رفقاء ستيرلينغ، وخسارة الفريق أمام ويست هام أكدت بأن الهزائم الأربع السابقة لم تكن كما ظن البعض سحابات عابرة أو مرحلة فراغ، وإنما تضييع الفريق لهيبته التي ظهر بها الموسم الماضي في الدوري الإنجليزي الممتاز. الجزائريون الذين يتابعون كل مباريات مانشستر سيتي وفي كل الجبهات، يرون بأن المدرب الإسباني غوارديولا، ظلم فريقه عندما قرّر في الأسابيع الأخيرة وضع محرز على دكة الاحتياط، وعدم منحه ولو دقيقة لعب واحدة، بل وأخرجه مرة من حساباته نهائيا، في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، وراحوا يتهمون المدرب الإسباني بالظالم، وذكروا جملة من اللاعبين العالميين الذين دفعوا ثمن مزاجية هذا المدرب الكبير والشهير والذي درّب كبار العالم من برشلونة إلى مانشستر سيتي مرورا ببيارن ميونيخ. والغريب أن مانشستر سيتي خسر منذ بداية الموسم الكروي في خمس مناسبات، وفي جميعها لم يكن رياض محرز أساسيا، مرة في منافسة رابطة الأبطال في دور المجموعات على أرضه أمام ليون الفرنسي بهدفين مقابل واحد، وأربع مرات في الدوري أمام تشيلسي وليستر سيتي ونيوكاسل خارج الديار، وأمام كريستال بالاس بثلاثية مقابل هدفين داخل الديار، وهو ما يعني بأن رياض محرز، لم يكن مسؤولا على سقوط مانشستر سيتي في هذه الخسارات التي مُني بها وبهذا الكمّ وفي فترة زمنية قصيرة وأمام أندية كانت في الموسم الماضي تواجه مانشستر سيتي وهي مرعوبة. يقابل غدا الأحد في حدود الخامسة والنصف فريق مانشستر سيتي فريق أرسنال، في ملعب الأمراء، وأي خطأ يعني أن الفريق غير قادر على الدفاع عن لقبه، وقد تكون فرصة لعودة النجم الجزائري للتشكيل الأساسي بالرغم من أن الثنائي ساني وستيرلينغ قدما مباريات كبيرة في كل موعد للفريق، وفي حالة منح محرز الفرصة فعليه أن يلعب لنفسه قبل ناديه ويعود إلى توهّجه السابق ويحاول أن يصنع الفارق من ألعاب فردية، لأن اللاعب حاليا لا يقوم بأي مراوغة طوال المباريات وهو الذي كان يحتل المراكز الأولى في أوربا من حيث المراوغات الناجحة. وينتظر مانشستر سيتي منعرج في منتهى الصعوبة، وكل من خرج عن حسابات غوارديولا في هذه الفترة، فقد يكون مصيره التهميش في منافسة رابطة أبطال أوربا، حيث سيواجه مانشستر سيتي بعد لقاء أرسنال، نادي إيفرتون في مدينة ليفربول، وهذا في سهرة الأربعاء القادم، ثم يستقبل في يوم الأحد فريق تشيلسي، قبل أن يعود إلى منافسة الكأس تحضيرا لمباراة 20 فيفري أمام فريق شالك الألماني ضمن الدور الثمن النهائي من رابطة أبطال أوربا. لا أحد بإمكانه معرفة طريقة تفكير غوارديولا، فهو لا يريد تضييع اللقب الإنجليزي إلا بفوزه برابطة أبطال أوربا، وفي حالة فشله في تحقيق هذين اللقبين الكبيرين، فسيكون أفشل موسم في حياته مع عالم التدريب، وهو من النوع الذي يطلب المشورة في أسماء اللاعبين الذين يُقحمهم كأساسيين أو كاحتياطيين، لكنه وحده من يضع التكتيك الذي يلعب به الفريق، وستكون خيبة كبيرة بالنسبة لرياض محرز لو واصل على مقاعد الاحتياط، وهو لم يسجل في الدوري الإنجليزي سوى خمسة أهداف في 943 دقيقة لعبها وهو رقم هزيل للاعب ينشط في الهجوم أمام نجوم كبار ويلعب لفريق يطمح لحصد الألقاب لأن معدل هدف واحد في قرابة 200 دقيقة هو رقم مجهري، لا يقبله مدرب مثل غوارديولا، سجل له مثلا الألماني ساني ثمانية أهداف أي بمعدل قارب الهدف في كل 100 دقيقة، إضافة إلى الكرات السانحة للتهديف والتي مازال رصيد رياض محرز فيها شحيحا. قد تكون مباراة الغد أمام أرسنال فرصة رياض محرز للعودة، أو على الأقل إقحامه في الشوط الثاني، أما في حالة إصرار غوارديولا على وضعه على الهامش، فإن الأمر سيعني بأن غوارديولا فقد الثقة نهائيا في لاعب يدعى رياض محرز. ب. ع