يعتقد الروائي الجزائري محمد بن جبار أنّ واقع الرواية خصوصا والكتابة الأدبية بشكل عام في الجزائر، أصبح سهلا بانفتاح سوق الكتاب، مؤكدا في السياق، أنّه باستطاعة أي موهبة شابةنشر كتاباتها بدفع مبلغ من المال لطبع الكتاب، في غياب سياسة واضحة للنشر وخاصة تأطير المواهب المبدعة الشابة. وقال بن جبار في تصريح إلى "الشروق" إنّ الساحة الأدبية تشهد ثورة في مجال الكتابة بوجود كتابات وصفها بالرائعة كتبها مبدعون صغار في السن. وأضاف صاحب رواية "الحركي": "ولكن هناك كتابات وروايات شبابية تبدو هزيلة وضعيفة من نواح عدّة غير أنّه لا بد من تشجيعها ومرافقتها". ووفق المتحدث: "التشجيع على الكتابة الأدبية لكون التراكم الكمي يفضي إلى "الكيف" بشكل ما". وأوضح المتحدث في سياق متصل أنّه لا يكتب من أجل الجوائز، وعبرّ بقوله: "هذا أول مبدإ أتعامل معه، أما إذا جاءت من هيئة أو سلطة معينة سواء من داخل أم خارج الجزائر فلا أرفض ولا أعترض شريطة أن تكون هذه الجوائز غير مقيدة للعمل الإبداعي ولا تحصره في نطاق معين." وبخصوص الجوائز التي تمنح في الجزائر، ردّ صاحب رواية "هايدغر في المشفى"، أنّه يبارك ويشجع كل جائزة مستحدثة. وذكر في السياقالجائزة التي أطلقتها منشورات"الجزائر تقرأ"، حيث علّق عليها: " أراها جائزة محايدة ووجب تشجيعها". وبالنسبة إلى الكتاب الذين "يبدعون" فقط بهدف نيل الجوائز، أشار المتحدث إلى أنّ أغلب الكتّاب وخاصة كتّاب الرواية يهرولون إلى الجوائزلاسيما تلك المغرية ماديا، كما أنّهم يدركون تماما أنّ الجائزة تمثل قناعات الجهة الممولة وأيديولوجيتها. وحسب بن جبار، يتنازل بشكل أو بأخر الكاتب عن قناعاته أو يمارس الرقابة الذاتية على عمله، لذلك يفقد أفكارا كان يمكن له كتابتها والتعبير عنها. وفي سياق آخر، تأسف المتحدث للتهميش الذي يتعرض له ككاتب من قبل القائمين على الشأن الثقافي في بلادنا. ولفت في حديثه إلى أنّ ما سماهم ب"كتّاب الداخل" يعانون من التهميش والإهمال المقصود وفقط هناك فئة معروفة هي من تمثل الرواية والأدب الجزائريين في الخارج. وانتقد المتحدث هؤلاء قائلا: "يستفيدون وحدهم فقط من الدعوات والفعاليات الدولية والرعاية الإعلامية، أما البقية فقد شيدّ عليهم "سور من الإسمنت المسلح" باستثناء الكتّاب الفرانكوفونيين الذين لهم عصب قوية داخل الوطن وخارجه وليس لديهم أي مشكلة في هذا الميدان". ويشار إلى أنّ بن جباركتب ثلاث روايات إلى حد الآنهي "الحركي" الصادرة عن منشورات "القرن ال21″، و"أربعمائة متر فوق مستوى الوعي" نشرتها "دار الأمل" و"هايدغر في المشفى" الصادرة العام الماضي عن منشورات "بوهيما"، وحققت نجاحا مميزا في معرض الكتاب في طبعته الفارطة، مثل روايته "الحركي" المثيرة للجدل.