إلى غاية اللحظة، وعلى بعد أربعة أشهر فقط عن انطلاق منافسة كأس أمم إفريقيا التي تعتبر المنافسة الأقوى والأهم في القارة السمراء، لا أحد من المنتخبات المشاركة ضبط رزنامته ولا أحد بدأ يرسم خارطة تحضيراته للمنافسة التي تأخر أيضا الإعلان عن مكان تنظيمها إلى غاية اللحظات الأخيرة، وهذا بسبب التنظيم الفولكلوري للكاف التي فكرت في أوربا أكثر من إفريقيا، ورأفت بالأندية الأوروبية التي يلعب لها نجوم القارة السمراء، حتى لا يغيبون عنها في مباريات الدوريات المحلية عن أنديتهم، فتم تأخير كأس أمم إفريقيا إلى غاية نهاية الدوريات المحلية الأوروبية إضافة إلى منافستي رابطة أبطال أوروبا وأوروبا ليغ، عكس الإتحاد الآسياوي، الذي لم يغيّر تواريخه وأبقى شهر جانفي للمنافسة وسحب نجوم آسيا من الدوريات الأوروبية. ويدفع الأفارقة الآن الثمن من البرمجة، فهم لم ينهوا لحد الآن التصفيات لأجل التأهل بصفة نهائية ويتحدد 24 منتخبا المتأهل لدورة مصر، فما بالك تحضير الفنادق والتواجد الجماهيري والإعلامي، وتحضير المنتخبات حسب المنافسين في سابقة لم يحدث وأن وقعت في القارة السمراء ولا في غيرها من القارات، فمثلا أنصار المنتخب الجزائري لحد الساعة لم يضبطوا رحلتهم إلى أم الدنيا ما بعد عيد الفطر المبارك، لأنهم لا يعلمون المدن المصرية التي ستحتضن مجموعة الخضر، ولا المنتخبات التي تواجه رفقاء رايس مبولحي، من أجل رسم حظوظ المنتخب الجزائري بداية من دور المجموعات. عندما أخذت كأس أمم إفريقيا شهرتها في نهاية سبعينات القرن الماضي، وكانت تُلعب بثمان منتخبات، كان شهر مارس هو موعدها، وبدأ الخضر بعد أول تجربة لهم سنة 1968 في إثيوبيا، بالمشاركة الفعالة في مارس 1980 في نيجيريا عندما بلغ الدور النهائي وخسروه بثلاثة نظيفة أمام البلد المنظم، وفي مارس في الدورات التي تلتها وشهدت تألق الخضر في 1982 عندما بلغوا في ليبيا الدور النصف النهائي، وفي 1984 في كوت ديفوار عندما فازوا بالمركز الثالث، وفي 1986 في مصر و1988 عندما بلغوا المركز الثالث في المغرب، و1990 عندما توجوا باللقب في الجزائر، ولكن في هذه السنوات لم تكن المنتخبات الإفريقية تمتلك عددا كبيرا من اللاعبين الأفارقة، والقليل منهم لا يشارك، فلم يسبق لدحلب وقريشى ومنصوري وأن شاركوا في أمم إفريقيا، ووحده جمال زيدان لاعب كورتري البلجيكي من لعب مباراة واحد في نصف نهائي أمم إفريقيا في ليبيا 1982، وخسر الخضر بثلاثية مقابل واحد بعد الوقت الإضافي وسجل زيدان هدفا وغادر من دون أن يلعب مباراة زامبيا من أجل المركز الثالث التي خسرها رفقاء ماجر بثنائية نظيفة، حيث كانت الأندية الأوروبية تمنع الأفارقة من المشاركة مع منتخبات بلدانهم، وكل من يسافر إلى إفريقيا يُعاقب. ثم تم تحويل توقيت مباريات أمم إفريقيا إلى شهر جانفي بحثا عن نصف الحلول لإرضاء الأوروبيين تزامنا مع الراحة الشتوية، ولكن تواجد الأفارقة في الدوري الإنجليزي الذي لا يتوقف في الشتاء، هو الذي جعل الكاف تبحث عن الصيف بالرغم من حرارته في قارة هي في شتائها حارة، فما بالك في الصيف، وستكون الحرارة في المدن المصرية خلال أمم إفريقيا القادمة فوق الأربعين على مدار أيام المنافسة. لا يمكن لجمال بلماضي إلى غاية إجراء القرعة ضبط برنامجه، سواء في المكان الذي يُحضّر فيه لأن مناخ وأجواء الإسكندرية يختلف بالتمام عن القاهرة، ولا يمكنه تحديد المنتخبات التي يواجهها في المباريات التحضيرية، بحثا عن منافسين بنفس مواصفات منتخبات المجموعة، ولن يكون هذا إلا بعد إجراء عملية القرعة التي لن تكون قبل نهاية شهر مارس إلا بعد أكثر من شهر، ويمكن القول بأن مدربي المنتخبات التي ضمنت تأهلها ومنها المنتخب الجزائري مازالوا في مرحلة راحة ولم يبدؤوا عملهم الرسمي ونحن على بعد أربعة أشهر فقط من بداية المنافسة. كل هذه الظروف الزمنية والمناخية والتنظيمية التي استلمت لها الكاف لصالح القارة العجوز وأنديتها، سيضاف إليها وصول لاعبين من حجم محمد صلاح وساديو ماني ورياض محرز منهوكي القوى بعد موسم أوروبي طويل جدا استنزف كل قواهم البدنية والمعنوية. ب.ع