صدقت "نبوءة" الشيخ عبد الله جاب عندما تحدى خصومه في حركة الإصلاح الوطني بقيادة محمد بولحية، بأن يحصلوا على عشرة مقاعد في الانتخابات التشريعية التي جرت أول أمس الخميس، والنتيجة كانت أقل من نصف ما تحدى به جاب الله قيادة الإصلاح الجديدة وهي حصول الحركة على ثلاثة مقاعد، لم يتمكن رئيسها بولحية من الحصول على عضوية البرلمان رغم ترشحه. ويرى الملاحظون أن خسارة حركة الإصلاح لأربعين مقعدا كاملة مقارنة بالانتخابات الماضية هو ضربة قاسية تلقتها قيادة الحزب الجديدة التي انقلبت على جاب الله، وبالإمكان في هذا السياق تفسير هذه الخسارة باستجابة أنصار جاب الله لندائه بعدم التصويت على قوائم المترشحين باسم الإصلاح، كما أنه يمكن تفسير التراجع الفادح في مكانة الإصلاح في البرلمان بضعف الخطاب السياسي لرئيس الحركة محمد بولحية وأمينها العام محمد جهيد يونسي، إلى جانب افتقاد الحزب لإطارات بارزة بإمكانها إقناع الناخبين بالتصويت عليها. وهناك الكثير من يعتقد بأن تلقي "الإصلاح" لصفعة حارة في تشريعيات الخميس الماضي، له علاقة بإبعاد الشيخ جاب الله من المشاركة في هذه الانتخابات لما له من شخصية كارزماتية تفتقد إليها القيادة الجديدة، والتفسير الطريف لخسارة أتباع بولحية هو ما كشف عنه جاب في منتدى "الشروق اليومي" قبل أسبوع، وقال فيه أنه شكا إلى الله الظلم الذي لحق به، ووفق هذا المنطق فإن جماعة بولحية وجهيد يونسي ذهبت ضحية "دعاء صالح" للشيخ جاب الله على الذين انقلبوا عليه وترشحوا في الاتنتخابات التشريعية. رمضان بلعمري:[email protected]