أكد سعد عبد الله جاب الله رئيس حركة الإصلاح الوطني سابقا أنه سيدعو إلى مقاطعة الانتخابات المحلية المقررة في 29 نوفمبر الجاري، من خلال دعوة "مناضلي الحركة" الموالين له بعدم التصويت أو بوضع الورقة بيضاء في مكاتب التصويت. واعتبر عبد الله جاب الله في تصريح ل "الشروق اليومي" أن موقفه هذا بمثابة رد على ما وصفه ب "تعسفات" مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية تجاه قضيته، موضحا "نقدر بأن هذا الموقف يشكل أضعف الإيمان تجاه سياسة الاستبداد التي يتبناها النظام". واستدل جاب الله فيما دعا إليه ب"ضرورة المقاطعة" إلى عمليات "الزبر" التي لحقت العديد من قوائم المترشحين، بعدما ألغيت ملفات ترشح البعض ورفضت عدد من قوائم التشكيلات السياسية المتأهبة لخوض غمار المنافسة، حيث قال "إن عمليات الإقصاء التي لحقت بعدد من المترشحين تمثل مظاهر الاستبداد بحق الأمة، وهي دليل يقوي صحة موقف دعوتنا للمقاطعة، بعدما أقدمت السلطة على حرمان فئات واسعة من حقوقها السياسية"، مضيفا أن ذلك دليل " يؤكد إرادة السلطة في جعل الانتخابات مجرد مسرحية كبيرة ترسم أولياءها في المؤسسات الانتخابية وتمدد استمرار السياسات الفاشلة". ولم يستبعد رئيس حركة الإصلاح سابقا المتنازع على أحقية الرئاسة مع جناح محمد بولحية، أن تكون نتائج الانتخابات المحلية مماثلة للتشريعيات بحدوث "مقاطعة واسعة فقد تكون كالتشريعيات أو أكثر". من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة على أمور الجناح التصحيحي بحركة الإصلاح أن متزعم الجناح محمد بولحية قد يكون اعتزل النشاط ضمن جماعة جهيد يونسي وجمال بن عبد السلام والآخرون، حيث لم يظهر بولحية للواجهة منذ الإعلان عن نتائج التشريعيات عقب 17 ماي 2007، وان كانت جهات رجحت عدم رضاه عن النهج الذي اختارته القيادة الجديدة للحركة التصحيحية بالحركة خاصة بعد النتائج الهزيلة التي حققتها الإصلاح في التشريعيات بالحصول على مقعدين اثنين فقط، والتي لا تعكس وعائها الانتخابي المقدر بمليون و250 ألف ناخب في تشريعيات 2002، الذي أهل الإصلاح لإفتكاك 43 مقعد أثنائها. فان مقربين من القيادة أفادوا أن تقدم بولحية في السن واحتمال مرضه، قد يحولان دون تمكينه من ممارسة المهام السياسية، لمكن ذلك لا يمنعه من البقاء رئيسا شرفيا لحركة الإصلاح بجناحها التصحيحي، وبغية الحصول على توضيحات أكثر لم نتمكن من الاتصال بكل من جهيد يونسي وجمال بن عبد السلام حيث ظل هاتف جهيد يرن من دون رد. أما جاب الله فرفض التعليق عن خبر غياب محمد بولحية، قائلا "أمر هؤلاء لا يعنيني وهم أولياء للنظام"، مضيفا "مشكلتي مع النظام وليس معهم". بلقاسم عجاج