صنعت الأحزاب الصغيرة المفاجأة في انتخابات المجلس الشعبي الوطني ل 2007 بفوزها على 62 مقعدا الأمر الذي سيجعلها قوة سياسية يحسب لها ألف حساب خلال الخمس سنوات المقبلة، لتصبح التشكيلة الحزبية لمبنى زيغود يوسف 23 حزبا بعدما كانت لا تتجاوز ال 10 احزاب خلال العهدة الماضية. تكشف نتائج الاقتراع ل 17 ماي 2007 استحواذ الأحزاب الصغيرة أو ما يصطلح على تسميتها "بالسنافر" على ربع مقاعد البرلمان المقبل، مقارنة بتشكيلته خلال 2002 والتي لم تكن تتجاوز ال 11 مقعدا. وتربعت الجبهة الوطنية الجزائرية بفضل انتخابات الخميس الماضي على 13 مقعدا موازاة مع فوز الحركة الوطنية من اجل الطبيعة والنمو على 07 أصوات تليها حركة الشبيبة والديمقراطية بخمسة مقاعد على غرار حركة النهضة التي فازت في انتخابات العهدة الأخيرة بمقعد واحد. وفي الوقت الذي لم يتنبأ المحللون السياسيون قبل الاعلان عن النتائج الرسمية فوز هذه الأحزاب التي وصفها بعضهم "بالميكروسكوبية" وذهب بعضهم الآخر للمطالبة بإلغائها تماما، انتهجت هذه التشكيلات السياسية في اصطياد الأصوات الخطاب التهكمي والشعبوي البعيد عن خطابات الأحزاب المهمة سيما المشكلة للتحالف الرئاسي التي فضلت الدفاع عن برنامج رئيس الجمهورية دون أن تطرح برنامج بديل ومغاير خاص بها ودون أن تأخذ في الحسبان قناعة الناخب الجزائري الذي يدرك أن خطاب الرئيس شيء ووعود الأحزاب شيء آخر، وفوز الأحزاب الصغيرة في انتخابات العهدة المقبلة دليل في نظر العديد من المحللين عدم اقتناع المنتخب الجزائري بمشاريع الأحزاب الكبيرة والأكثر من ذلك اصبحت في نظر الشارع الجزائري فاقدة للمصداقية الشعبية. ويبدو أن خطاب "السنافر" لقي ترحابا وأذانا صاغية لدى المنتخبين الجزائريين حتى وان كان في العديد من الحالات غير منطقي ومضحك في آن واحد فمنهم من وعد بكل جدية تخفيض سعر السكر ووعد بزراعة الشمندر مع العلم أن مثل هذه الزراعة تحتاج الى مياه وفيرة وأخرى وعدت بتزويج كل العازبين والعازبات... من جهة أخرى وفي الوقت الذي يتفاءل فيه العديد من المراقبين خيرا بدخول تشكيلة ستصبح قوة سياسية في البرلمان المقبل الذي سيذكرنا بتركيبة المجلس الأعلى الانتقالي لسنة 1994 ، قد تساهم بطريقة أو بأخرى في إدخال نوع من التغيير في تركيبة برلمان الخمس سنوات المقبلة، الا أن ذلك حسب فريق آخر من المحللين سيضفي نوعا من التشتت لن يكون في صالح الممارسة الديمقراطية، ويضيف هؤلاء أن التيارات السياسية في الجزائر ثلاثة هي التيار الديموقراطي، الوطني والاسلامي، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول مصير هذه الأحزاب الصغيرة في البرلمان المقبل باعتبارها قوة سياسية جديدة. فهل ستتخندق هذه الأخيرة في احدى التيارات الثلاثة أو تخلق لنفسها تيارا جديدا يحسب له في المستقبل ألف حساب؟ عزوز سعاد:[email protected]