التحقت قيادات وأحزاب سياسية محسوبة على المعارضة بالمسيرات الشعبية التي انطلقت عبر كافة التراب الوطني، مؤكدين على أحقية الشعب في تقرير مصيره، ومفضلين في نفس الوقت الابتعاد عن الخطابات الحزبية التي تعودت عليها. انضمت، الجمعة، قيادات حزبية محسوبة على المعارضة إلى جموع المحتجين ضد ترشح الرئيس لعهدة خامسة، مفضلة هذه المرة استعمال خطابات جماهيرية لكسب التأييد بعد ما عجزت خطاباتها السياسية عن احتواء الشعب، حيث دعت لويزة حنون الأمينة العام لحزب العمال التي نزلت هي الأخرى إلى الشارع مناضليها إلى المشاركة بقوة في المسيرات التي نظمت عبر مختلف ربوع الوطن، مؤكدة بأن التحاق النخبة بالحراك الشعبي دليل على أن الساحة السياسية تشهد تطورات سريعة جدا. وشددت حنون، على ضرورة إبقاء هذا الحراك شعبيا، موضحة في تصريح صحفي: "الجميع يعلم أن المسيرات هي شعبية وليست موجهة حزبيا"، لتضيف: "المشاركون في هذه المسيرات جزائريون تعرضوا لسياسات غير ديمقراطية وقمعية يرغبون الآن في التغيير". ونفس الشيء، أكده رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، الذي شارك رفقة قيادات من حزبه في المسيرة، واعتبرها فرصة للتغيير، بعيدا عن خطابات التخويف المعتمدة من طرف السلطة، وأوضح بن فليس في تصريح لوسائل الإعلام أن: "الشعب الجزائري من حقه تحديد مصيره والمطالبة بالتغيير السلمي بعيدا عن الفوضى"، ليضيف: "المهم في القضية هو التحام الشعب على كلمة واحدة". وأشار رئيس حزب طلائع الحريات، بخصوص مشاركته في مسيرة الجمعة أنها جاءت بصفته مواطنا جزائريا وليس كرئيس حزب سياسي. من جانبها، نزلت قيادات حركة مجتمع السلم يتقدمهم رئيس الحركة عبد الرزاق مقري إلى الشارع لتأييد الشعب فيما يعرف ب"جمعة الحسم"، مؤكدين على حق الجزائريين في التغيير والاحتجاج ضد ترشح الرئيس لعهدة خامسة، يأتي هذا الموقف بعد ما نفت الحركة في بيان لها دعوتها وتصدرها لمسيرة الجمعة، والتي أكدها عبد الرزاق مقري عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك بأن "حمس" تتبرأ من كل الاتهامات التي توجه إليها، معتبرا إياها مجرد مؤامرة، وقال مقري: "نؤكد بأننا لم ندع إلى جمعة الغضب، ولا نريد تصدر الحراك كما يدّعون". ولم تختلف قيادات جبهة العدالة والتنمية عن باقي أحزاب المعارضة، حيث أكد القيادي في الحزب لخضر بن خلاف في تصريح ل"الشروق"، أن مشاركتهم اليوم رفقة رئيس الحركة عبد الله جاب الله، جاءت للتأكيد على حق الشعب في قول كلمته، بخصوص الرئاسيات المقبلة ورفضهم لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة. كما شارك في المسيرات رشيد نكاز. ويأتي موقف أحزاب المعارضة بعد فشلها في تقديم مرشح توافقي تدخل به سباق الرئاسيات، الأمر الذي دفعها حسب مراقبين لركوب موجة الاحتجاجات والمطالب الشعبية، لاسيما وان بعضهم سبق وان طالبوا بتأجيل الانتخابات وتمديد عهدة الرئيس.