استنكر الأزهر الشريف تظاهُر مئات من الرُّهبان البوذيين في ميانمار للمطالبة بتهجير مسلمي "الروهينغيا" خارج البلاد. وقال الأزهر في بيان، الثلاثاء، إن هذا الأمر "يتناقضُ مع روح الأديان، والأخلاق والأعراف ومواثيق الأممالمتحدة، التي تحثُّ على احترام الإنسان وتقديره، بغضِّ النظَر عن عقيدته وجنسه ولونه". وأكد البيان أن الأديان قررت من قبل "أنَّ الناس سَواسية في الوطَن الواحد". ووجه شيخ الأزهر أحمد الطيب كلمة لرهبان ميانمار قائلا: "وليعلم السادة الرهبان أنَّه كان من الممكن أنْ يخلقنا الله شعبًا واحدًا، أو أمَّة واحدة، لكن اقتضت حكمته أنْ خلقنا مُتعدِّدي الجنسيات والقوميات واللغات، والألوان والثقافات والأديان، من أجل أنْ يَتعارَفَ البشر، ويتَكاملوا فيما بينهم لما فيه صالح البشرية". وأضاف الطيب أن "الأديان وفي مقدمتها الإسلام حثت على احترام كل شيء خلقه الله في الكون، وخاصة الإنسان، فلا يجوز لكائنٍ مَن كان أن يُؤذِي هذا الإنسان أو ينتقص من كرامته" وأوضح أن "من أشدِّ صور الإيذاء تهجيرُ الإنسان من وطنه الذي ارتبط به عضويًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا." واختتم الأزهر بيانه قائلا "إن الأزهر وهو يستنكر هذا السلوك المنافي للأديان والحضارات الإنسانية الرفيعة، يُناشد المجتمع الدولي بالتدخُّل العاجل والفاعل، للحِفاظ على أمن الأقلية المسلمة وسلامتها في بورما؛ صيانةً لكرامة الإنسان، وحفظًا لحقوقِه الإنسانيَّة." كان مئات الرهبان البوذيين تظاهروا في ميانمار الأحد الماضي تأييدا لفكرة طرحها رئيس البلاد ثين سين بطرد أبناء أقلية الروهينغيا المسلمة من البلاد أو تجميعهم في مخيمات تديرها الأممالمتحدة. ويتعرض مسلمو ميانمار لأعمال عنف عرقية وطائفية حيث يقوم النظام بالتعاون مع جماعات بوذية متطرفة تعرف باسم "باغ" بعمليات قتل متعمدة وتنكيل في أوساط المسلمين في إقليم أراكان "المسلم" بهدف تهجير المسلمين عن قراهم ومنازلهم وهدم مساجدهم ومصادرة أوقافهم وممتلكاتهم. ويقيم حوالي 800 ألف من الروهينغيا المسلمين في حالة حصار في شمال الولاية، وهم ليسوا من المجموعات الإثنية التي يعترف بها نظام ميانمار ويعتبرهم مهاجرين من بنجلاديش غير شرعيين ولا يخفي العداء تجاههم.