انتعشت "بورصة" السلاحف في السنوات الأخيرة، وولدت معها عدة استفهامات؛ بسبب الإقبال المتزايد عليها من قبل أشخاص يعرفون أكثر من غيرهم دواعي شرائها، حيث وقفت الشروق اليومي على حقائق قليل من يعرفها، يحتفظ بها تجار بسوق المدينةالجديدة بوهران، يحترفون بيع هذه المخلوقات المعروفة ببطء حركتها. تتدفق يوميا جحافل بشرية على حي المدينةالجديدة بوهران، المعروف وطنيا بحركته التجارية الدؤوبة، إلا أن ما يلفت الانتباه هو السوق المغطى الذي يضم إليه مجموعة من المحلات، ففضلا عن تلك المتخصصة في بيع الخضر والفواكه والألبسة ومواد التجميل، تظهر طاولات يبيع أصحابها أعشابا وتوابل تستخدم في الطهي، وهناك من يعرض أرانب، ودجاجا... إلا أن ما يلفت انتباه المتسوقين هي تلك السلاحف، فالكل يستغرب عرض هذه المخلوقات البطيئة للبيع. تجار السلاحف بسوق المدينةالجديدة بوهران لديهم زبائن من نوع خاص، وكل واحد منهم لديه قصة غريبة مع هذه المخلوقات يرفض البوح بها، ومن بين ما سرده أحد التجار أن بعض الأمهات يستخدمن مياها يضعن فيها سلحفاة ثم تغسلن بها الرضع، وفي اعتقادهن أن هذه المياه التي يستحم بها هؤلاء الأطفال تجعلهم يمشون على أرجلهم في وقت مبكر، وهناك من يعتقد أن وجود سلحفاة في المنزل يطرد النحس عن أصحابه ويكفيهم شر عيون الحساد، إلا أننا نجد بعض الرجال وفي كثير من الأحيان النساء ممن حركتهن نوايا انتقامية من هذا الشخص أو ذاك، لجأن إلى اقتناء السلاحف بغرض تدمير رجال وعدوهن بالزواج ثم تخلوا عنهن، حيث وصلت الأمور إلى حد ذبحها واستخدام دمها في طلاسم وتعاويذ. وحسب العارفين بخبايا الدجل والشعوذة، فإن الشخص الذي وضع له السحر داخل سلحفاة مذبوحة، يتعذب عذابا شديدا من خلال تلك الآلام وكأنها سهام المنون تغرس في جسده، فتجعله يزحف على بطنه ويتمنى في كل لحظة الموت، التي لا تدركه، إلا في حالة وحيدة عندما يذوب جلد السلحفاة ويصبح "رميما" تذروه الرياح، وأمام غياب الوازع الديني وانهيار سلم القيم الأخلاقية على أسوار "الجهل"، تصبح السلاحف أداة انتقامية بين أيدي السحرة، الذين يستغلون التركيبة النفسية الضعيفة للنساء، فيحاولون الاستثمار في مآسيهن بتعاويذ سحرية يدفعن مقابلها مبالغ باهظة.