واصل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” تحامله على الحكم الدولي الجزائري مهدي عبيد شارف، حيث أقصاه مرة أخرى من إدارة مباريات نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 التي ستجرى بمصر في الصيف المقبل، بينما تم اعتماد طاقم تحكيم جزائري للمشاركة في إدارة المباريات في دورة مصر، ويتكوّن من الحكم الرئيسي مصطفى غربال ومساعديه مقران قوراري وعبد الحق ايتشعلي. استمر الاتحاد الإفريقي للعبة في تجاهله لعبيد شارف، رغم تبرئته له من تهم الرشوة والفساد في أحداث مباراة الأهلي المصري والترجي التونسي، في ذهاب نهائي النسخة الماضية من دوري أبطال أفريقيا والتي جرت يوم 2 نوفمبر الماضي، بينما ضمت القائمة الحكم الزامبي جياني سيكازوي الذي أثار الكثير من الجدل في اياب نصف نهائي ذات المنافسة الموسم الماضي بين الترجي التونسي وبريميرو أغوستو الأنغولي، ووجهت له نفس التهم الموجهة لعبيد شارف، وتمت تبرئته هو الآخر، لكنه عاد إلى ممارسة نشاطه الدولي بخلاف الحكم الجزائري. واحتسب مهدي عبيد شارف وقتها، ضربتي جزاء أثارتا الجدل، لصالح الأهلي، وسط جدل لم ينته عن موقف حكام تقنية الفيديو المساعد من قرار الحكم الجزائري بموافقتهم عليه أو رفضهم له، ما جعل الكاف تحيله على لجنة الانضباط. ومنذ انتهاء التحقيقات مع عبيد شارف وتبرئته عبر بيان مقتضب نشره الاتحاد الجزائري لكرة القدم مطلع العام الحالي، عاد الحكم لممارسة نشاطه محليا فقط، إذ تم حذف اسمه من ضمن حكام النخبة الأفريقية، ولم يقم بإدارة مباريات كبرى في البطولات القارية، كما استبعد اسمه من القائمة التي أعلنتها الكاف لمباريات “كان2019″، وبالعكس تعامل الكاف بسياسة الكيل بمكيالين مع عبيد شارف، حيث اختار عددا من الحكام سبق وأن واجهوا اعتراضات شديدة من الأندية خلال المنافسات القارية، ووجهت إليهم اتهامات عدة، إلا أنهم تواجدوا في القائمة المرشحة لإدارة مباريات “الكان” باستثناء عبيد شارف، على غرار الزامبي جياني سيكازوي، الذي أحيل أيضًا على لجنة الانضباط نهاية العام الماضي، بالإضافة إلى الغامبي بكاري غاساما، الذي يواجه حاليا عاصفة من الانتقادات من طرف الأهلي المصري، عقب إدارته مباراة الفريق ضد صن داونز والتي انتهت بخسارته بخماسية مؤخرا، والأنغولي هيلدر مارتينيز، الذي أدار مباراة الزمالك وحسنية أغادير المغربي مطلع الأسبوع الحالي، التي شهدت جدلًا أيضًا بعد رفضه احتساب هدف صحيح للفريق المغربي. يحدث هذا في ظل السبات العميق الذي تغطّ فيه الفاف، من التحامل والظلم اللذان يواجههما عبيد شارف، حيث لم تتمكن من إعادته لممارسة نشاطه على المستوى الدولي بالرغم من تبرئته من تهم الرشوة والفساد، ولم تستطع حتى إعادة الاعتبار له بعد تشويه صورته لدى الرأي العام، رغم أنها كثيرا ما تسارع إلى تبنّي بعض “الإنجازات” التي لم تحققها أصلا، عبر تغليط الرأي العام الكروي بضغطها على الكاف فيما يخص قضية مساعدة فريق شباب قسنطينة مع لجنة الانضباط في الكاف والتي قررت حرمان الشباب من جماهيره في مباراة الترجي التونسي في ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا مؤخرا، والتي تمكن من كسبها الشباب بفضل الملف القوي الذي قدمه وكذا تدخل طرف آخر من خارج الفاف لتقديم يد المساعدة. الكاف يجامل التحكيم المصري والتونسي والمغربي وكان الكاف قد أعلن عن قائمة تضم 27 حكمًا رئيسيا و29 مساعدا، من أجل إدارة مباريات كأس أمم أفريقيا المقبلة بمصر، خلال الفترة من 21 جوان، إلى 19 جويلية المقبلين، بمشاركة 24 منتخبًا لأول مرة في تاريخ البطولة. ويبدو أن الكاف قام بمجاملة حكام مصر وتونس والمغرب، حيث ضمت القائمة 3 حكام رئيسيين مصريين وهم جهاد جريشة ومحمود البنا وأمين عمر، بالإضافة إلى حكمين مساعدين هما تحسين أبو السادات ومحمود أبو الرجال، كما اختار من المغرب الثنائي رضوان جيد ونور الدين الجعفري حكمين رئيسيين وأزقاو لحسن كحكم مساعد، ومن تونس 3 حكام رئيسيين وهم صادق السلمي ويوسف السرايري وهيثم قيراط، وحكمين مساعدين هما يامن الملوشي وأنور حميلة، فيما يمثل عطية امساعد (حكم مساعد) دولة ليبيا الغائبة عن البطولة، وكذلك من السودان اختير محمد حسين كحكم ساحة والمساعدين وليد أحمد علي ومحمد إبراهيم.