دعا كتاب عرب وأجانب إلى بذل المزيد من الجهود لتقديم إبداع ثري ومشوق للأطفال يبتعد عن الطرح التقليدي. مؤكدين على ضرورة رفع الأطفال إلى مستوى الكتابة خاصة وأنّ الطفل لديه إمكانية الفهم والتحليل وبالتالي منحه مساحة مهمة ليختبر الكلمات والمعاني ليصقل مهاراته وخبراته. واستضافت الندوة التي أدارتها أمس ليلى الوافي في إطار الطبعة ال11 لمهرجان الشارقة القرائي كل من الكاتب الهندي راميندارا كومار والروائية البريطانية نيكي شيهان، والكاتب الأمريكي جون كوي، ومؤلفة روايات الخيال بالإنجليزية الإماراتية دبي بالهول. وأكدّ كومار على ضرورة أن يستنهض الكاتب قوى ومهارات الطفل ويأتي بهم للغته وإبداعاتهم لا أن ينزل لمستوياتهم الفكرية والمعرفية وإلا فهذا سيبقيهم وفقه في حيّز عدم الابتكار واكتشاف الجديد على صعيد اللغة والأدب والثقافة. وقال كومار:” الكاتب يستطيع أن يبحث عن معارف جديدة يضمنها في كتابتها وأن يأخذ الأطفال معه نحو عوالم جديدة ومبتكرة من خلال ما يكتبه، عليه أن يراعي أفكارهم وتطلعاتهم ورؤاهم وأن يحفزهم للقراءة”. وقالت البريطانية شيهان:” الطفل يمتلك مفهوماً مغايراً تجاه الأشياء وعلى الكاتب أن ينتبه لها بشكل كبير، وأنا في مجال كتاباتي استهدف الفئة المتوسطة واليافعين فهم في منطقة وسط بين الكبار والأطفال وهذه أعمار لها خصوصيتها الفريدة”. وأضافت: ” على الكاتب أن يزاوج في طرحه بين الابتعاد عن التقليدي والاقتراب من عالم قرائه ومضاعفة الشخصيات والحبكة والابتعاد عن الطرق التقليدية في الكتابة دون الإخلال بالجمال الذي يكتنف النص”. من جهته أكد الأمريكي جون كوي على أن الكاتب الجيد في مجال أدب الأطفال هو الذي يلفت انتباه الكبار قبل الصغار، وقال:” الكثير من الشخصيات صقلتها حكايات ما قبل النوم، الكثير من الآباء اختاروا طرقاً جديداً ومبتكرة في تربية أبنائهم بناء على ما تطرحه تلك القصص، على الكتاب أن يضمنوا المفاهيم المهمة واللافتة للنظر للكبار قبل الصغار كي يستطيعوا أن يقدموا المعلومة للأطفال بسهولة”. ووفقه ” يجب السماح للأطفال أن يختاروا الكتب فهم يدركون بما يشد انتباههم كما يجب ان يتأسس الطفل على شخصية قوية وأن يكون له حضوره وثقته بنفسه خاصة فيما يتعلق باختيار المعارف التي يريدها شريطة مرافقة الآباء”. وفي السياق قالت الإماراتية دبي بالهول، “إذا كانت القصة صعبة جداً للكبار إذاً فلنكتبها للصغار”، واردفت”: يجب أن يتحول كاتب أدب الطفل في لحظة إلى طفل، أن يتمكن من الوصول إلى ما يريده الطفل نفسه، نحن نكتب قصصاً لتوسيع خيال الأطفال لا نريد أن نبهرهم وحسب ولا نريد لهم أن يشعروا بالملل أثناء القراءة، يجب أن تتوازن المادة المقدمة للطفل فتحتوي على المعلومة والفائدة والتشويق دون الانحياز للطرح التقليدي”. وأشارت المتحدثة إلى أنّ وتيرة التكنولوجية تتصاعد من حولنا، وهذا أمر تراه سلاحاً ذو حدّين، وعلى الكتاب تحبيب القراءة للأطفال والتوجه بكلمات وأفكار للأطفال دون نكران سطوة التكنولوجية عليهم بجميع خياراتها”.