قرّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فرض حالة الطوارئ في البلاد، لمدة ثلاثة أشهر بدأت الخميس وتنتهي في 24 جويلية القادم، لتتزامن مع موعد نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستجري في الفترة الممتدة بين 21 جوان و19 جويلية 2019، والتي ستشارك فيها الجزائر، وهي المنافسة الأقوى والأبرز في القارة السمراء، التي فازت بشرف استضافتها مصر بعدما تم سحبها من الكاميرون، بقرار من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف). وقبل أسابيع فقط من انطلاق النسخة ال32 من ال”كان”، أعلن الرئيس المصري محمد السيسي عن حالة طوارئ لمدة ثلاثة أشهر في جميع أنحاء البلاد، عقب إسدال الستار على الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، التي تتيح للسيسي البقاء في الحكم حتى عام 2024، وفي حال تمت إعادة انتخابه في نفس العام سيبقى في الحكم إلى عام 2030. وألقى هذا القرار بظلاله على المنافسة القارية مبكرا، إذ يثير القلق والمخاوف من الوضع الأمني الذي تمر به البلاد، وتأثيراته على سير البطولة القارية، خاصة وأن قرار فرض حالة الطوارئ الذي نشر في الجريدة الرسمية، جاء فيه أن: “القوات المسلحة والشرطة المصرية ستتولى اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله، وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين، وذلك نظرا للظروف الأمنية الخطيرة التي تمر بها البلاد”. وخيم الترقب والاستغراب على المهتمين والمتابعين، بشأن حالة الطوارئ التي فرضها رئيس مصر، خاصة أن البلاد مقبلة على استضافة كأس أمم إفريقيا، وستكون مصر قبلة للجماهير التي ستحج من كل صوب وحدب بإفريقيا، ناهيك عن المتابعة الإعلامية الكبيرة التي ستخصص لتغطية هذا الحدث القاري، الذي يعد الاختبار الأول لرئس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أحمد أحمد. وكانت حالة الطوارئ قد انتهت في 14 من شهر أفريل الجاري، بعد قرار تمديدها بداية من 15 جانفي الماضي، ويسمح الدستور المصري بفرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وبتجديدها لمدة ثلاثة أشهر أخرى، لتصبح المدة الإجمالية ستة أشهر فقط، لكن الرئيس المصري اعتاد ترك فاصل زمني بعد تلك المدة، قد يكون يوما واحدا أو عدة أيام، ثم يقوم بفرض حالة الطوارئ من جديد لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجديدها لثلاثة أشهر أخرى، وذلك منذ أن فرضت في جميع أنحاء مصر في أفريل من عام 2017، بعد هجمات استهدفت بعض الكنائس، قتل على إثرها عشرات من المصريين الأقباط. وكانت حالة الطوارئ مفروضة على مناطق في شمال سيناء، منذ أكتوبر عام 2014، ويمنح القانون المنظم لحالة الطوارئ صلاحيات واسعة للسلطة التنفيذية، منها وضع قيود على حرية الاجتماع والانتقال ومراقبة الصحف والأمر بفرض الحراسة، وإخلاء بعض المناطق أو عزلها. ومن الناحية العملية، استخدم قانون الطوارئ في منع الوصول إلى عدد من المواقع على الإنترنت، وإحالة متهمين إلى محكمة أمن الدولة العليا لاختصار درجات التقاضي، ويمكن لكل هذه العوامل المذكورة سابقا، التأثير على سير البطولة القارية، إذ يمكنها أن تحد من عملية تنقل الجماهير والوفود والرسميين، وكذا قطاع السياحة في البلاد، والذي يأمل المنظمون أن يدر على البلاد مداخيل كبيرة، خاصة وأن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أصدر قراراً باستمرار حظر التجول في منطقة شرق محافظة شمال سيناء من السابعة مساء وحتى السادسة صباحاً، وذلك طوال فترة حالة الطوارئ المعلنة في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر، مستثنياً مدينة العريش والطريق الساحلي حيث سيحظر التجول من الواحدة حتى الخامسة صباحاً فقط أو حتى إشعار آخر.