أكد المكلف بالمخطط الوطني للتكفل بالمصابين بالحروق بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور خليل رضا حاج معطي أن العيادة المركزية بيار وكلودين شولي بالجزائر العاصمة سجلت لوحدها خلال شهر رمضان الماضي أكثر من 500 حالة إصابة بالحروق معظمها من الأطفال. وحذر الدكتور حاج معطي الذي يشغل أيضا طبيبا جراحا بالعيادة المركزية من الحوادث المنزلية، لاسيما الحروق التي تعرف ارتفاعا محسوسا خلال الشهر الكريم يتراوح بين 30 إلى 40 بالمائة، مشيرا إلى عدد الحالات التي استقبلتها العيادة خلال هذا الشهر من السنة الفارطة، والتي “تجاوزت 500 حالة معظمها من فئة الرضع والأطفال اقل من 15 سنة”. وعبر ذات المختص لوكالة الأنباء الجزائرية، عن أسفه الشديد لتعرض هذه الشريحة من المجتمع إلى هذه الإصابات الخطيرة والتي “غالبا ما تحدث خلال الدقائق الأخيرة قبل الإفطار وتتسبب في ترك آثار وتشوهات للمصاب طوال حياته وقد تؤدي في بعض الحالات إلى إعاقات وبتر للأعضاء وحتى الموت”. وأوضح الدكتور حاج معطي أن إصابة الأطفال بالحروق المختلفة، خاصة لدى الرضع منهم تبلغ ذروتها خلال الشهر الفضيل، مؤكدا بأن هذه الظاهرة التي “تشكل عبءا على الصحة العمومية” تحدث خلال الدقائق الأخيرة قبل الإفطار وفترة السحور، وهي الفترة التي “تنقص فيها اليقظة” نتيجة انشغال أفراد العائلة في المطبخ بتحضير الأطباق، تاركة آثار خطيرة على الأعضاء السفلية والعلوية والوجه والظهر وكذا البطن والرقبة. ويأتي موقد الطبخ المعروف ب”الطابونة” المستعملة من طرف 90 بالمائة من العائلات الجزائرية – كما أضاف – في مقدمة أسباب هذه الإصابات نظرا لتواجدها على مستوى الأرض وقربها من الأطفال. ونصح في هذا الصدد الأولياء “بعدم ترك الأطفال يقتربون من المواقد والأفران سواء كان ذلك عند تحضير الوجبات أو خلال أوقات الغذاء حتى لا يتعرضوا إلى أخطار الحروق التي غالبا ما تكون الإصابة من الدرجة الثانية والثالثة”. وحذر المتحدث ربات البيوت من ترك مواد التنظيف في متناول الأطفال والتي لا تقل “خطورة عن المواقد والمطابخ في الإصابة بحوادث منزلية من بينها تعرض الأحشاء إلى حروق في حالة ابتلاعها وحتى وان نجا الطفل من الموت فإن التكفل بهذه الحالة “صعب جدا” وقد يعرض للموت. يذكر أن العيادة المركزية تستقبل سنويا حوالي 5000 حالة حروق من مختلف مناطق الوطن من بينها إصابات ناجمة عن حروق الصدمات الكهربائية تتسبب هي الأخرى في بتر الأعضاء العليا وإعاقات بالغة قد تقضى على كل أحلام الطفولة. للإشارة، فقد أعدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتنسيق مع منظمة اليونسيف بالجزائر ومضات اشهارية خلال الشهر الفضيل تتمثل في أشرطة مرسومة سيتم بثها هذا الأسبوع على مختلف قنوات التلفزيون الوطنية وذلك لوقاية الأطفال من الحروق. س.ع