قتل 15 مدنياً على الأقل، غالبيتهم جراء غارات لقوات النظام استهدفت سوقاً شعبياً في شمال غرب سوريا في تصعيد يأتي بعد شنّ هيئة تحرير الشام وفصائل إسلامية هجمات ضد قوات النظام، أسفرت عن اندلاع معارك عنيفة. وتسببت الاشتباكات المستمرة بين الطرفين منذ الثلاثاء في ريف حماة الشمالي، المجاور لمحافظة إدلب، بمقتل 52 عنصراً من الجهتين، وفق حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء. وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، وتتواجد مع فصائل إسلامية في أجزاء من محافظات مجاورة. وتخضع المنطقة لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل، لم يتم استكمال تنفيذه. وأفاد المرصد، الأربعاء، عن مقتل 12 مدنياً على الأقل وإصابة نحو 18 آخرين بجراح جراء غارات استهدفت عند منتصف الليل سوقاً شعبياً في وقت الذروة في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وغالباً ما تكتظ الأسواق في شهر رمضان خلال ساعات الليل بعد موعد الإفطار، مع خروج الصائمين لشراء حاجياتهم. وقال خالد أحمد، أحد أصحاب المحلات التجارية في السوق لمراسل وكالة فرانس برس، إن الغارات “دمرت العديد من المحال التجارية بينما امتلأت الأرض بأشلاء القتلى وعربات الباعة”. وأضاف “لا يزال السكان خائفين حتى الآن”. كما قتل ثلاثة مدنيين آخرين جراء قصف لقوات النظام، اثنان منهما في بلدة معرة حرمة في المنطقة ذاتها، حسب المرصد. وشاهد مراسل فرانس برس في البلدة سحب الدخان تتصاعد إثر القصف الذي تسبب بدمار منزل، تم انتشال القتيلين من تحت أنقاضه. وتشن قوات النظام السوري غارات منذ الثلاثاء، رداً على هجوم شنته هيئة تحرير الشام وفصائل إسلامية على نقاط تابعة لها داخل بلدة كفرنبودة. وأحصى المرصد مقتل 29 من قوات النظام وحلفائها مقابل 23 من هيئة تحرير الشام والفصائل جراء الاشتباكات المستمرة منذ الثلاثاء. وتمكنت هيئة تحرير الشام والفصائل من استعادة السيطرة على الجزء الأكبر من البلدة، وفق المرصد، بعدما كانت قد طُردت منها في الثامن من الشهر الحالي. “كارثة إنسانية” وتكرر الأممالمتحدة تحذيرها من خطر “كارثة إنسانية” في إدلب إذا تواصلت أعمال العنف. وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون لفرانس برس، الأربعاء: “رغم تحذيراتنا المتكررة، فإن مخاوفنا الأسوأ باتت واقعاً”. وحذّر من أنه من شأن أي “توغل عسكري كامل أن يهدد بحصول كارثة إنسانية ستلحق بأكثر من ثلاثة ملايين مدني عالقين بين تبادل النيران، كما يشل قدرتنا على الاستجابة” للاحتياجات. ودفع القصف والمعارك منذ نهاية أفريل نحو 200 ألف شخص إلى النزوح، بينما طالت الغارات 20 مرفقاً طبياً، لا يزال 19 منها خارج الخدمة، حسب سوانسون. وكانت هذه المراكز تقدم خدمات صحية وطبية لأكثر من مائتي ألف شخص. وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً بعد توقيع الاتفاق الروسي- التركي في سبتمبر. ونشرت روسيا العديد من نقاط المراقبة لرصد تطبيق الاتفاق. إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فيفري وتيرة قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً. وتتهم دمشقأنقرة الداعمة للفصائل بالتلكؤ في تنفيذ الاتفاق. إلا أن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار اتهم، ليل الثلاثاء، النظام السوري بتهديد اتفاق وقف إطلاق النار. وقال للصحفيين: “يبذل النظام كل ما بوسعه لتغيير الوضع الراهن بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة والهجمات البرية والجوية”. وأكد في الوقت ذاته أن “القوات المسلحة التركية لن تتراجع” من نقاط تمركزها.