احتضنت العاصمة اللبنانية بيروت السبت اجتماعا ضم ممثلين عن منظمات جماهيرية عربية على خلفية الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري، دعا إليه المؤتمر القومي العربي والمركز العربي للتواصل والتضامن، وتناول الاجتماع المستجدات على الساحة السورية، حيث يعاني السوريون آثار الأزمة التي عصفت بها، يضاف إلى ذلك الحصار الاقتصادي بمنع المنتجات النفطية من الوصول إلى السواحل السورية وهو ما حدث قبل أسابيع في قناة السويس حسبما أكده كل المتدخلين. الاجتماع تداعت إليه منظمات المحامين والنقابات العمالية والأحزاب والجمعيات من أغلب الدول العربية، واتفقوا جميعا على ضرورة تنسيق الجهد والبدء في حملة عربية واسعة لكسر الحصار الاقتصادي على سوريا، بإشراك كل الفعاليات في العالم العربي، وهو ما حدث سابقا مع العراقوغزة لكسر الحصار عليهما، وهو ما أشار إليه الأمين العام للمؤتمر القومي العربي مجدي المعصراوي في كلمته الافتتاحية حين قال “لقد كان هذا شأننا مع العراق يوم الحصار عليه، وعشية الحرب والاحتلال، حيث انطلقت من مؤتمرنا المنعقد في القاهرة عام 1997، الدعوة لتشكيل لجان رفع الحصار…وكان هذا شأننا مع الحصار المفروض على شعبنا في غزة، حيث أطلقنا المبادرات لإرسال سفن لكسر الحصار” اجتماع بيروت لكسر الحصار على سوريا شارك فيه وفد جزائري يقوده المجاهد لخضر بورقعة قائد الولاية التاريخية الرابعة، ويضم ممثلين عن أحزاب ونقابات بينهم أحمد الدان نائب رئيس حركة البناء الوطني، والبرلماني فرحات شابخ رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية. وقد ألقى أحمد الدان كلمة قال فيها إن الجميع أخطأ في حق الشعب السوري، واقترح تخصيص سنة كاملة للتضامن مع السوريين، من خلال تنظيم فعاليات في الدول العربية، وإعادة صياغة الرأي العام العربي، ودفع الحكومات لتصحيح أخطائها اتجاه سوريا التي تمثل حاليا رأس حربة في الحرب الكونية التي تعد إسرائيل طرفه الآخر. أما الرائد لخضر بورقعة فقط اقترح تشكيل منتدى المقاولين العرب وتركيز جهودهم باتجاه سوريا لكسر الحصار وإعادة إعمارها بعيدا عن الأجندات الغربية التي تحصر لهذا البلد بعد أن يخرج من أزمته الأمنية. وقد تداول على المنصة ممثلو الهيئات والمنظمات العربية واتفقوا جميعا على الشروع في حملة شعبية لكسر الحصار على سوريا وإعادتها للحضن العربي، والتصدي لما يحضر للمنطقة من تفاهمات وتنازلات تحت مسمى صفقة القرن التي يراد من خلالها بيع القضية الفلسطينية والتخلي عن الحقوق بما فيها حق العودة، مؤكدين أن الوقت قد حان لإعادة ضبط البوصلة العربية بعد أن تعرضت للاختراقات وكانت البداية من تدمير سوريا.